منيرة بالوش |
تخبَّط سعر مادة الخبز في مدينة إدلب بشكل واضح خلال الأيام الماضية، حيث وصل سعر الربطة الواحدة إلى ألف ليرة سورية، ولاقى هذا الارتفاع في الأسعار استنكارًا واسعًا من الأهالي والمدنيين، وانطلقت مظاهرات ليلية في مدينة إدلب طالبت الحكومة بتأمين رغيف الخبز للأهالي وتخفيض سعره، بعدما تأثر بارتفاع الدولار وانهيار الليرة السورية، وبدء تطبيق قانون قيصر على النظام السوري.
في هذا السياق أصدرت حكومة الإنقاذ قرارًا في 14 الشهر الحالي، يقضي بتحديد سعر ربطة الخبز بالليرة التركية، حيث تم تحديد مبيع سعر كيس الخبز الحر السياحي بـ 2 ليرة تركية، والخبز البلدي 1.5 ليرة تركية، وسعر الخبز المدعوم 1 ليرة تركية، بوزن 850 غ لعشرة أرغفة، وتكليف المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب بإصدار التعليمات للأفران مع التزام أصحاب المخابز بعدم مخالفة التعليمات الناظمة التسعيرة.
وكانت إدارة معبر باب الهوى قد ألغت الرسوم الجمركية المفروضة على مادتي الطحين والخميرة في الثامن من الشهر الحالي، كما دعا القائمون على حملات التبرع والمساعدات الإنسانية توجيه جزء من عملهم لتأمين مادة الخبز قدر المستطاع.
وانطلقت عدة مبادرات فردية لتوزيع الخبز بشكل مجاني ولفترة محددة، كحل إسعافي ومؤقت، يقول (أبو عماد الخطيب) مدير مكتب الإحصاء بهيئة مهجري دمشق وريفها: “إن المكتب تلقى دعمًا خاصًا من قِبل أهل الخير بجهود فردية وليست حكومية لتأمين 500 ربطة خبز يوميًا للمهجرين، لمدة شهر واحد، واستهدف المشروع الأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة، والعائلات الأكثر فقرًا التي تزيد عن خمسة أفراد.”
أشار (الخطيب) إلى أن “المهجرين اليوم أصبحوا أكثر فقرًا من قَبل، بسبب الأوضاع المعيشة المتردية التي يعاني منها الناس في الشمال المحرر، نتيجة البطالة وقلة فرص العمل وانخفاض الأجور، تزامنًا مع ارتفاع الدولار والغلاء الذي شمل كل الحاجات الأساسية للفرد، وليس آخرها رغيف الخبز لكنه أهمها.”
في حين استمر(فريق الاستجابة الطارئة التطوعي) في توزيع مادة الخبز على الأهالي النازحين في المخيمات، يقول عضو فريق الاستجابة (مالك يحيى) في حديثه لصحيفة حبر: ” إن المشروع بدأ من رمضان، ولكنه استمر لليوم بسبب الحاجة الملحة لتأمين مادة الخبز لعدد من الأسر بعد الارتفاع الكبير في سعرها وعجز كثير من العوائل عن تأمين ثمنها.”
وتابع (اليحيى): “تم استكمال المشروع وتوزيع الخبز على المهجرين في عدة مناطق منها: (أرمناز، وكفردريان، وعقربات، وكللي، ومهجري مورك بعدة مخيمات في قرى مختلفة)، حيث بلغ عدد التوزيع 50 ألف ربطة إلى الآن.”
وأشار (اليحيى) إلى أن “المشروع متوقف على دعم وتبرعات الأشخاص من خارج سورية، وهو مستمر طالما هناك تبرع، لذلك يطلق الفريق دومًا حملات للتبرع كانت آخرها (أغيثوهم برغيف خبز).” في إشارة إلى معاناة الأهالي في الشمال السوري المحرر.
كما شهدت عدة مناطق دعوات مشابهة لمساعدة المحتاجين والأسر الفقيرة في تأمين رغيف خبزها، إحداها في مدينة (معرة مصرين ) حيث وضع الخبز في الطريق لمن هو بحاجة إليه مع عبارة “إن لم تكن تمتلك ثمن الخبز خذ حاجتك واترك ما لا تحتاج لغيرك.” وأخرى في (ترمانين) تحت مسمى (أهل الخير) وكذلك شهدت مدينة (الأتارب، ودارة عزة) المبادرات الخيرية نفسها.
ويتجه الشمال السوري اليوم لاستبدال العملة السورية بالعملة التركية بسبب انهيار الليرة السورية، وتسببها في خسائر كبيرة للأهالي والتجار، وقد بدأ ذلك كخطوة لتحقيق الاستقرار وثبات أسعار المواد.
تبقى هذه الحملات خجولة أمام الأمر الواقع، وتحتاج جهودًا حكومية جادة، لتستوعب جميع أفراد المجتمع وتؤمِّن الخبز بسعر ووزن مناسبين، بحسب رأي الأهالي الذين التقيناهم بعدما أصبح سعر الخبز حديثهم اليومي، يشكون مما وصل إليه الحال فبعض الأسر الكبيرة تحتاج ثلاث أو أربع ربطات باليوم الواحد، وهذا ما يعجز عنه شريحة واسعة من الأهالي في المحافظة.