استطلاع: فارس الحلبيمع دخول الثورة السورية عامها الخامس، ومع ارتفاع عدد شهدائها إلى أكثر من 200 ألف شهيد ناهيك عن عشرات الآلاف من المعتقلين والمغيبين في أقبية السجون، ومع تشرد أكثر من مليوني نسمة في مخيمات اللجوء في دول الجوار، لا يزال هناك من يسأل عن سبب مشاركة الناس في الثورة وخروجهم ضد النظام وعن آمالهم وتطلعاتهم في العام الخامس لها.صحيفة ” حبر الأسبوعية ” استطلعت أراء بعض الناشطين والعسكريين والطبيين في المناطق المحررة بمدينة حلب.صوت الإعلاميين:من لا يستمر بالثورة كمن يحفر قبره بيدهالناشط الإعلامي ” عمر الحلبي ” الذي ترك عمله في صحيفة الثورة الحكومية منذ بداية العمل المسلح في المناطق المحررة، و بعد مشاهدته الظلم و الطغيان واعتقال الأطفال و تعذيبهم في محافظة درعا انضم مع إخوته الأحرار في ثورتهم ضد الظلم و الطغيان يقول: “قررت الانضمام إلى الثورة والانشقاق من جريدة الثورة التابعة للنظام لمكافحة الظلم والفساد الذي طغى على البلاد، وخصيصاً بعد أحداث محافظة درعا واعتقال الأطفال فيها وتعذيبهم وقتل بعضهم، وكلنا شاهد ما حصل بالشهيد حمزة الخطيب من تعذيب اهتزت له القلوب، و هدفي المساعدة في إسقاط النظام المجرم وأعوانه، وأرى أنَّ مسار الثورة قد تغير قليلاً، وخاصةً بعد الاقتتال الذي يحصل أحياناً بين الفصائل، و آمل أن تنتصر الثورة في النهاية لأنَّ من لا يستمر بالثورة كمن يحفر قبره بيده”الجيش الحر: ثورتنا منصورة بإذن الله ودماء الشهداء التي سكبت على أرض سورية لن تذهب هدرًالأنَّ الثورة بدأت سلمية و تحولت مسلحة بسبب طغيان النظام وإطلاقه الرصاص الحي على الثوار السلميين في أحياء مختلفة كان لابدَّ من الاستماع إلى آراء الجيش الحر المدافع عن بلاده وأهله.” يقول الملازم أول المنشق ” عاشق محمد “: (قررت الانضمام للثورة بسبب الظلم والقتل بحق الشعب السوري الأعزل، وهذا الظلم عايشته مذ كنت طالبًا في كلية الحقوق حتى تخرجت محاميا ثم أصبحت ضابط شرطة، وهدفي كان وسيبقى هو إسقاط النظام، وبناء دولة سورية العادلة )و يختم عاشق بقوله: (ثورتنا منصورة بإذن الله، ودماء الشهداء التي لاتزال تمد الثورة لن تذهب هدرا)الطبابة الشرعية :ثورتنا قامت عفوية، ولذلك تخبَّطت كثيراً في مسارها.يعيش يومه بأكمله بين توثيق الشهداء ودفنهم وتشييعهم منذ أكثر من سنتين حتى الآن، ولكن إيمانه بالثورة لا يزال قوياً كقوة قلبه ” أبو جعفر ” الخبير الجنائي في الطبابة الشرعية في المناطق المحررة يقول: “انضممت إلى الثورة من أجل الوقوف أمام الاحتلال الإيراني الصفوي الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة أن يفرض سيطرته على المنطقة، وتجلى ذلك بوضوح من خلال إنشاء ونشر الحسينيات في المحافظات السورية”و يضيف ” أبو جعفر ” : “إضافة إلى محاربة الفساد الذي استشرى بقوة في النظام السوري المجرم، وأصبح من الضروري استئصاله، لأنَّ هذا النظام سعى من خلال حكمه سورية على مدار خمسين عاما إلى تدمير القيم الأخلاقية و المبادئ، وسعى إلى نشر كافة أنواع الرذيلة بين الشباب”وينهي أبو جعفر كلامه بقوله: “خلاصة الحديث، وبعد السنوات الأربع التي مرت بدأت الثورة تعيد حساباتها، وبدأت تتحسَّس مصادر النور الحقيقية، وبدأت تصلح وتستفيد من أخطاء الماضي، وإنَّني أرى النصر قادم، وإن تأخر، لأنَّ الثورة السورية وُلدت يتيمة، ولكن هي بخير، وأكبر دليل على ذلك هي الانتصارات الحقيقية بفضل الله في الأيام الأخيرة، وأيضا لاحظنا ذلك من خلال استراتيجيات المعارك التي شهدناها وكانت نتائجها ولله الحمد ممتازة”تربية حلب الحرة:نحن على أبواب عهد جديد تُحترم فيه إنسانية الإنسانمحمد مصطفى أبو الحسن مدير التربية بحلب الحرة يقول: “لقد كنَّا في وضع من الظلم والذل لا حلَّ له إلا بالثورة، وهدفنا من الثورة رفع الظلم وتحقيق العدالة والعيش الحر الكريم للأمة، وبعد أربع سنوات مازلت أرى الثورة منتصرة، ومازالت أهدافي موجودة، لكن ازددت إصرارًا على المضي قدمًا حتى تحقيق الهدف في النهاية، أرى أنَّ الثورة ستنتصر، فهذه أمَّة معطاءة، والنظام ساقط لا محالة، ونحن على أبواب عهد جديد تُحترم فيه إنسانية الإنسان، ويزول الظلم والطغيان”آراء النشطاء في المناطق المحررة على اختلاف اختصاصاتهم تحاكي و اقعهم، و ترسم آمالهم التي قد تتحقق بنصر قريب وفرج يعيد بناء ما تهدم من مدينتهم التي شهدت أعنف الهجمات الدموية في العالم الحديث.