موسى الرحال
شهدت أسواق ريف حلب الغربي ارتفاعاً كبيراً في جميع أسعار المواد الغذائية وغيرها وخصوصاً أثناء الهجمة الروسيّة التي شنّتها الطائرات الحربيّة على المنطقة والتي استهدفت فيها التجمعات السكنية كالأسواق.
المحروقات شريان الحركة الاقتصادية
يضم الريف الغربي عدة أسواق لمبيع المحروقات التي تعد مصدراً رئيسياً لتأمين المحروقات للريف الغربي .
خالد طه صاحب أحد متاجر المحروقات أوضح لصحيفة حبر عن أهم العقبات التي تواجه التجار أثناء تأمين المحروقات ..
“إن ارتفاع أسعار المحروقات بشكل غير متوقع أدى إلى ارتفاع أجور النقل بالإضافة إلى أسعار الأمبيرات ناهيك عن توقف بعض السيارات والمولدات عن العمل ونواجه أيضاً صعوبة في تأمين المحروقات وجلبها من مناطق سيطرة تنظيم الدولة بالإضافة إلى الخطر الذي يواجه عربات النقل حيث قصفت عدة ناقلات من قبل الطيران الحربي والسبب الرئيسي في نقص المحروقات وارتفاع أسعارها هو قطع الأكراد لطريق عفرين الطريق الوحيد لمرور ناقلات المحروقات حيث تمّ قطع الطريق لعدة أيام ارتفعت خلالها الأسعار بشكل غير متوقع فسعر البرميل الواحد من المازوت 60 ألفاً ما جعل من مدفئة المازوت حلماً لكل مواطن سوري بشكلٍ عام وخصوصاً لسكان الريف الغربي كذلك برميل الكاز أما سعر برميل البنزين الواحد فقد يتجاوز 85 ألفاً وشهد الريف الغربي انقطاعاً تاماً لمادة الغاز في ظل غياب السبب وراء هذا الانقطاع”
يفتقر الريف الغربي للمصافي الأوليّة(الحراقات) التي تعتمد على تكرير النفط الخام واستخراج مشتقاته لذلك أُحدثت عدة مصاف لتعويض النقص في المحروقات وتعتمد هذه الطريقة على جلب النفط الخام ثم إخضاعه لدرجات حرارة محددة تؤدّي إلى استخراج البنزين أولاً ثم الكاز فالمازوت وبتلك الطريقة يتم تأمين المحروقات بشكل يومي بما يكفي ويسد حاجة الريف الغربي كاملاً.
الأسواق تستأنف عملها من جديد وأسعار الخضار والأغذية في ارتفاع متزايد.
لم تكن أسواق المحروقات هي الوحيدة هدف الطائرات الحربية بل كانت أسواق الخضار هي الأخرى حيث استهدف الطيران عدة أسواق في ريف حلب منها سوق مدينة الأتارب الذي يعد مركزا للريف الغربي وكذلك سوق أورم الكبرى التي باتت فارغة من ساكنيها نتيجة القصف العنيف الذي يطال البلدة.
عمار محمد صاحب أحد متاجر بيع وشراء الخضار أوضح لصحيفة حبر أهم مشكلات الباعة والسبب وراء إغلاق كافة المحال في الأسواق فقال: إن التحليق الكثيف للطيران فوق سماء الريف كان السبب الأول بشلل حركة الأسواق.
وأضاف أيضا بأن زيادة النازحين إلى الريف الغربي أدى إلى زيادة الحركة الاقتصادية بنسب مرتفعة وإلى ازدحام الأسواق نتيجة الاكتظاظ السكاني وهذا ما جعل من الأسواق عرضة لصواريخ النظام وحليفه الروسي ولكن بعد الهدوء الحالي التي تشهده المنطقة تمّ ترميم الأبنية والمحال التي دمرت في الأسواق لتعود الحياة إلى الريف الغربي كما كانت عليه قبل أن تذوق كأس الموت من الطيران الروسي.
أما محال المواد الغذائية والتي تشمل الحاجيات اليومية تعتبر من أهم مقومات الحياة والتي لا يمكن الاستغناء عنها .
عيسى عبدالرحيم بائع جملة في ريف حلب أوضح أيضاً لصحيفة حبر أن أسعار السلع الغذائية يتفاوت حسب سعر الدولار لأننا نستورد جميع المواد الغذائية من تركيا عن طريق معبر باب الهوى ولا تزال الأسعار مرتفعة إلى حد ما بسبب ارتفاع صرف الدولار وذكر عيسى عبدالرحيم استغلال بعض التجار للشعب حيث يقوم تجّار الأزمة أو ما يسمون بتجار الحروب بشراء جميع المواد الغذائية التي تأتي كمساعدات للشعب السوري بأسعار منخفضة ثم طرحها بالأسواق بأسعار مرتفعة حتى بعد فسادها نتيجة التخزين لفترات طويلة.
وقد شهدت المنطقة ارتفاعاً كبيراً بالأسعار عقب إغلاق معبر باب الهوى من الجانب التركي بعد المظاهرات التي قام بها سكان المنطقة وصولاً إلى المعبر كما انعكست نتائج إغلاق المعبر على أسعار اللحوم المستوردة والتي هي الأخرى الطريق الوحيد لها هو ذلك المعبر فقط .
وتعتبر أسواق المنطقة بوابة اقتصاديّة للشمال السوري المحرر لقربها من الحدود التركية ويعيش الأهالي تخوفاً من النكسات القادمة بعد سيطرة قوات النظام على الأحياء الشرقية في حلب.