بقلم: أنس إبراهيملعل ما شهدته مدينة حلب منذ حصارها الأول الذي ما لبث غير شهر حتى سارع الثوار إلى إنهائه وفكه، وثم بعد ذلك حصارها الثاني الذي أطبقت به قوات النظام عليها من جديد بقبضة غير ذي قبل، يدلل على كل النظريات السابقة التي أطلقها الكثير من المحللين والمفكرين من أبناء الثورة المخلصين. وها هي اليوم مجريات العمليات العسكرية للنظام الدولي في الأحياء المحررة والتي تم قضمها شيئاً فشيئاً، تسفر عن مدى عمق شغفهم في استئصال شأفة المؤمنين عبر سياساتهم واستراتيجياتهم في تداول القضية السورية، كما تكشف أيضاً عن مدى تفاقم النزاعات فيما بين الفصائل الثورية، وعدم نبذها لمطامعها الضئيلة التي لا ترقى إلى عظم فكر أمريكا وأقرانها.إن جميع الدعوات السابقة إلى توحيد الصف واجتماع الكلمة ما كانت لتؤتي أكلها إلا حين حمي الوطيس وكادت مخالب الأسد أن تفتك بالثور الأسود بعد أخويه الأحمر والأبيض؛ وهذا ما أدركته مؤخراً الفصائل المقاتلة حين أعلنت تشكيل جيش حلب للدفاع عن المدنيين المحاصرين.ومن يمعن النظر ملياً في بداية الثورة وتدرجها بكافة منحنياتها إلى وقتها الحاضر يرى أن حق الفيتو أو حق النقض الذي هو حق الاعتراض على أي قرار يقدم لمجلس الأمن دون إبداء أسباب، ويمنح للأعضاء الخمس دائمو العضوية في مجلس الأمن، وهم: ” روسيا، الصين، المملكة المتحدة، فرنسا، الولايات المتحدة ” لا يقتصر عليهم فقط، وإنما مُنِحَ أيضاً لجميع القيادات الرئاسية لفصائلنا الثورية بموجب صكٍ رسمي من قبل السلطة اللامتناهية التي قلّدوا أنفسهم إياها؛ وذلك للاعتراض على أي قرار من شأنه أن يجمع الثيران في وجه الأسد.ربما دفعت حلب وأخواتها من قبل ضريبة هذا الفيتو من قبل، ولكن الفرص أمامنا لم تغلق أبوابها بعد لإنقاذ ثورتنا الكاشفة لأقنعة العالم من حولنا.هاكم تلكم الأبواب أمامكم يا أئمة الفصائل، فأرونا أيها ستدق أيديكم؟