سلوى عبدالرحمن |
تحليلات وسيناريوهات كثيرة انتشرت مؤخرًا على وسائل الإعلام المتعددة تتعلق بتحديد مصير إدلب، إضافة إلى حرب إعلامية شرسة يشنها النظام وحلفاؤه منذ اقتحام مناطق في درعا تدور حول عمل واسع سيستهدف محافظة إدلب الملاذ الأخير للمعارضين والمهجرين؛ بهدف بثّ الذعر بين المدنيين وقتل الروح المعنوية.
فقد ادّعت وسائل إعلام النظام أنَّ الهدف التالي محافظة إدلب، وأنَّ آلاف السكان يغادرون عبر ممر إنساني تنظمه القوات السورية في قرية (أبو الضهور) المحاذية لتل الطوقان، وأن مختصين روس يشرفون على مركز استقبال وتوزيع وتنسيق إقامة النازحين إضافة إلى مساعدتهم في استعادة وثائقهم الشخصية وإجراء فحوصات طبية لهم من قبل أطباء روس.
للاطلاع على حقيقة الأمر تواصلت صحيفة حبر مع عدد من المسؤولين والمدنيين:
“سائر شعبان” عضو في المجلس المحلي في تل الطوقان أوضح أنه “لم يغادر من معبر تل الطوقان سوى عشرات العوائل غالبيتهم من سكان ريف إدلب وحماة الشرقي ممَّن يمتلكون بيوتًا وأراضي زراعية تقع تحت سيطرة النظام.” مؤكدًا أنه بعد التواصل مع بعض العائدين تبين أنهم ندموا على تلك الخطوة المتسرعة بسبب الأتاوات التي تفرضها حواجز النظام على العائدين، فقد وصلت تكلفة إعادة أغراضهم إلى بيوتهم قرابة مليون ليرة للعائلة الواحدة، الأمر الذي دفع بعضهم للعودة إلى إدلب.
قرابة ثلاثة ملايين نسمة يقطنون في إدلب، إذ تزدحم الشوارع والأسواق ببضائع سكانها المهجرين من كافة المدن والبلدات السورية، وتعجُّ المدارس والجامعات بالحركة، وحاليًا يتقدم الآلاف من الطلبة للدورة التكميلية في الجامعات والمعاهد والمنتديات الصيفية في المدارس.
“بتول دركلت” تخرجت حديثًا من كلية الزراعة في إدلب وهي مشرفة على فريق الدعم النفسي في جامعة إدلب قالت: “ماتزال إدلب تنبض بالحياة، ومن ينشر الشائعات هم من موالي النظام أو الشبيحة أو ربَّما لهم أولاد أو أقارب في مناطق النظام، بالنسبة إلي أجهز مشروع التخرج وأخطط للالتحاق بدورات لتعلم اللغة الإنكليزية والتركية والعمل على برامج الكمبيوتر، وكُلي يقين بأن إدلب تتجه نحو الأفضل خاصة وأنها تحتوي على 150 ألف مقاتل يدافعون عنها.”
كما تتابع المنظمات عملها في تدرب وتأهيل كوادر من المدنيين ضمن مشاريع ونشاطات متنوعة.
“وليد سرحان” عنصر في الدفاع المدني من احسم بجبل الزاوية أكد لحبر أن “تلك الحرب الإعلامية لا تغني ولا تثمن من جوع، وكل ما يدعي به النظام كذب وهراء، وشخصيًا أعدُّ هذه الشائعات مجرد كلام على الفيسبوك وحملة إعلامية كبيرة يسهم ضعاف النفوس ببثها”.
وتعليقًا على شائعات النظام قالت (إلهام. ج) ربة منزل أرملة وأم لثلاثة أولاد من سكان مدينة إدلب: “هذه الشائعات لم تؤثر علينا ولن أغادر إدلب، وسأتابع حياتي بشكل طبيعي، وستبقى إدلب آمنة بإذن الله وبهمة أهلها وعزمهم على متابعة مسيرتهم في نيل حريتهم وكرامتهم.”
في حين نشر ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي منشورات تطمئن المدنيين وتكذِّب تلك الإشاعات، وتقول: إن تمركز النقاط التركية ليس عن عبث بل عن تنسيق دولي، وأن اندماج الفصائل مؤشر إيجابي.
لا يخفى على أحد ماذا يخبئ نظام الأسد لمن يُقدم على المصالحة، فهو يزجهم بالقتال إلى جانبه أو يعتقلهم، أما موالوه وهم الجماعات التي امتهنت القتل والسرقة والتعفيش والمظاهر المسلحة والفوضى العارمة ليس من السهل اليوم أن يعودوا إلى الحياة المدنية أو الانخراط ضمن أي مؤسسة مهما كانت.
ونشر الشائعات رسالة لمواليه بأن مهامكم لن تنتهي، ولدينا المعركة الأكبر للسرقة والتعفيش في إدلب، وهي وسيلة ومخدر للانتهاء من معركة الجنوب.
من جهة أخرى يتوافد الكثير من العائلات في المدينة إلى المناطق السياحية في دركوش وميدانكي إضافة إلى المسابح المنتشرة في الشمال أو إلى المزارع والحقول لجني محاصيلهم الصيفية دون أي اعتبار لتلك الشائعات.