بقلم : رئيس التحريرلم تستطع إيران أنْ تتخلى يومًا عن استراتيجية الغدر وسياسة التمثيل ولعبة التقية التي نشأت عليها وتربَّتْ وأتقنتها أيَّما إتقان، ففي غرفتها عددٌ كبيرٌ من الأقنعة الملونة، ما زالت تضع واحدًا وتحرق آخرَ بالنار التي تعبدها حتى ضحكت على الناس وأوهمتهم بقوتها وأسست دولة تعيد مجدها الذي فقدته بعد الإسلام، وهذه البهلوانية في المناورة، والثنائية في الظهور والتخفي، والإسرار والإعلان ديدنٌ ضاربٌ في قلب الفرس، فقديمًا مثَّلوا على الإغريق حبَّهم وحبَّ حضارتهم، ونسجوا لهم ألقابًا عظيمةً، ودبَّجوا فيهم قصائدَ مدحيّةً لكسب ثقتهم قبل الانقضاض عليهم والنيل منهم، وبعد انطفاء نارهم وأفول نجم أكاسرتهم على يد المسلمين خرجوا بلَبوسٍ جديد وقناع جديد وقصائد جديدة، فحملوا باليد اليسرى باقة ورد صناعي، وباليد اليمنى خنجرًا مسموما كخنجر أبي لؤلؤةَ المجوسيّ، وقد تستغربون إنْ قلنا لكم إنَّ الشيعة الروافض يفتخرون بهذا التاريخ المظلم وينشئون جيلهم القادم على هذا الخزي.ومعلوم عند أهل التاريخ أنَّ القوم الذين لم يتمكن الإسلام من قلوبهم لم يتوقفوا عن الكيد للإسلام وتحيّنِ الفرص للانتقام من (العرب) المسلمين الذين أرغموا أنوفهم في (ذي قار) وقضوا على شرائع كسرى وماني وزردشت ومزدك، وأنَّ عداءَهم يظهر جليًّا عندما يعتدي على أرض الإسلام معتدٍ أو يصول عليهم صائل، فيظهر حقدهم وتنكشف سوءتهم، فمنهم ابن العلقميّ ونُصير الدين الطوسيّ الذَيْن تعاونا مع التتار على بلاد المسلمين، لهدم الخلافة في بغداد وقتل أكثر من مليوني مسلم سنيّ، ومنهم العبيديون الذين استقدموا الصليبيين ووعدوهم بالنصر على الخلافة السنية، وطلبوا منهم أن يركبوا على ظهورهم ليدوم ملكهم ويبقى سلطانهم، وكذلك فعل حفيدهم حافظ الأسد عندما قدَّم الجولان لليهود وسفك دماء المسلمين في سورية هديةً للغرب لإبقائه في السلطة والحكم، ومنهم الصفويون الذين غدروا بالخلافة العثمانية وهي تقف على أسوار فيينا تريد فتحها، فهاجم الروافضُ الشيعةُ العراقَ وفتكوا بأهله، ممَّا اضطرت جيوش السلطان سليم رحمه الله إلى الانسحاب من النمسة لتجاهد الصفويين.ومنذ أن قامت دولة إيران اللقيطة على يد الخميني ذي الأصول الهندية في أواخر السبعينات، وهي تؤسس للعقائد المنحرفة في المنطقة أبرزها التقية، وكيف لا تسعى إلى نشرها وهي تسعة أعشار الدين كما يقول أرباب الشيعة، ولذلك نرى أنَّ كلام إيرانَ في الليل غيرُ كلامها في النهار، ولباسَها في الخليج غيرُ لباسها في لبنان، ولقد تبجحت بتصدير الثورة الخمينية إلى المظلومين والمقهورين في الأرض لنصرتهم في الثمانينات في حين أنَّها كانت تغازل ربيبها حافظ الأسد وترسل إليه هداياها الثمينة، ولقد امتلأت خطبها بالرعود التي تهاجم أمريكا وتعلن عداءها وكراهيتها، فإذا بالعداء ينقلب إلى ولاء، والكره إلى هيامٍ وحبٍّ غيرِ عذريّ، فتزوجت حبيبها (بوشًا) في العراق على عقد متعة، فحملت بولدٍ مشوَّهٍ اسمُه النظام العراقي الجديد يحبُّ أعمامه ويطيع أخواله، وبحكومةٍ شيعيةٍ مُفَرْسَنة، وأولادٍ من الصحوات يؤمنون بالخميني ويحاربون (الإرهاب)، ولأنَّ الشهرَ شهرُ عسلٍ وحبٍّ، فإنَّ أرباب الشيعة أفتوا بحرمة قتال الأمريكيين المحتلين الذين جاؤوا ليحضروا العرس ويباركوا للعروسين.وها هي الأحداث في الشام تكشف دجل إيران وكذبها وتفضح علاقاتها الغرامية مع الدول التي تدعي عداءها ومحاربتها، وتطرح سؤالا على كل المؤيدين مشروعَ ولاية الفقيه: ماذا قدمت هذه المجوسية غيرَ الخطبِ الحماسية والمسرحياتِ اليمنية المملة والأفلامِ اللبنانية الاستعراضية؟ ماذا قدمت لأفغانستان والعراق وسورية غير التضييق على المسلمين وحرب المجاهدين ودعم الأمريكيين؟إنَّ الجواب يجعلنا نعتقد أنَّ الشيعة الجدد يؤسسون لدينٍ جديد لا يُفرِّق بين آل بيت النبي وآل البيت الأبيض.