د. وائل الشيخ أمين |
“فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ” (249) سورة البقرة.
يقصُّ الله سبحانه وتعالى علينا قصة قائد يُدعى طالوت يمضي بجنده إلى المعركة، ثم يتوقف قبل أن يصل إلى أرض المعركة عند نهر، وقد أصاب الجيش ما أصابه من العطش، ولديه بعد قليل قتال عنيف، فينزل الاختبار الإلهي لجيش طالوت:
لا تشربوا من هذا النهر، يُسمَح لكم بغرفة بسيطة منه فقط.
فشل معظم الجند في الاختبار!
ونجح القليل، هؤلاء القلة هم من أرادهم الله سبحانه ليستعملهم، هؤلاء القلة الذين صبروا على العطش ونجحوا في الاختبار البسيط، هم من رضيهم الله فاستعملهم ونصرهم في المعركة العظيمة وأكرمهم بمعيته فقال (والله مع الصابرين).
لا تحتقر اختباراً بسيطاً تتعرض له، فالنهر لا يزال يجري أمامك ويتمثل صوراً مختلفةً فأعرض عنه ما استطعت حتى تكون من القليل، قد يكون النهر صورةً تراها على الفيسبوك فتعرض عنها أو تسترسل معها فتجر ما تجر وراءها، قد يكون مقطع فيديو، قد يكون كلمةً أزعجتك من أبيك، أو رغبةً في النوم بعد ما سمعت منبه صلاة الفجر.
حاول أن تفوز في اختبار النهر، اِربط ذلك بالمعنى دائماً، تكن ممَّن يستعملهم الله سبحانه، تكن من الصابرين الفائزين.
كلما شعرت أن نفسك ضعفتْ أمام أحد المغريات قل لها:
لا تشربي من النهر.