كثيراً ما ننتظر بعض المشاهير، خاصة الذين في بداية نجاحهم، أن يقعوا في غلط ما لننتقم لأنفسنا الحاسدة أو لفشلنا المزمن عن تحقيق نجاحات تُشبه ما يقومون به من أشياء بسيطة تنال رضا الجمهور، فنطعن ونلعن وتنتابنا فقرات تنظيرية وفلسفية طويلة تجاه تلك السقطة التي وقع بها أحدهم.
وعادةً ما نبدأ تعليقاتنا عليهم بعبارة دون الانتقاص من قدرهم، أو مع الاحترام لجهدهم في أماكن أخرى، ثم يأتي سيل الشتائم (النقدية) ليُعلن فداحة الانتقاص وقلّة الاحترام.
لعل ما حدث من (انتقاد) عريض لفيديو “سيرين حمشو” الأخير الذي جاء تحت عنوان (نساء خالدات في تاريخ الإسلام)، والضجة التي أثيرت حول القصيدة التي اختتمت بها سيرين الفيديو يشرح بوضوح ما أودُّ قوله في هذه العجالة.
فبدلاً من التركيز على قيمة الفيديو وما ورد فيه من أفكار مهمة وضرورية لنسائنا اليوم، تم التركيز على القصيدة، وعلى تجاوزاتها الشرعية والعلمية والإسنادية و … الخ، وأكثر من ذلك فقد تمَّت السخرية من الأسلوب، واتهمها البعض بدسِّ السُّم في العسل والإساءة للصحابة وغير ذلك …
رغم أنّ الغلط تجب الإشارة إليه وعدم تمريره للناس، لكنه لا يحتاج كل تلك الفجاجة في الانتقاد، كنّا نستطيع التعليق على الفيديو بأنه قيِّم باستثناء القصيدة الختامية لأنها بدون سند، وفيها تقوُّل لا يليق بالصحابة والرسول وزوجته فقط، دون أي تجريح أو اتهامات أو مزاودات، فهذه الأخطاء يقع بها الجميع، وليست خطة مدبرة للإيقاع بالسنة والتراث كما يصرُّ البعض على فهمها.
عدم التماس الأعذار، ومحاولتنا دائماً النيل من بعضنا، والحرص على استغلال أي سقطة يقع بها أحدهم لتضخيمها وجعلها موضوعاً نُبرز من خلاله فهمنا وتفاهة الآخرين هو ما يجعل مجتمعاتنا خالية من الرموز، كما أنها خالية من التعاضد والمحبة.
يحدث هذا مع الكثيرين ممَّا لا يتسع المجال لذكر أسمائهم هنا، والانتقاد على هذا الفيديو هو مثال من أمثلة عديدة ستقفز إلى ذهن القارئ عندما يشاهده، ويتابع التعليقات عليه في وسائل التواصل الاجتماعي، وربما هو مثلي قد مارس هذا الانتقاد المُجحف لمرات كثيرة دون أن يتنبه.
رابط الفيديو
المدير العام | أحمد وديع العبسي
1 تعليق
إبن القدس
أظن هذه الصبية التي تتحدث بلكنتها الدمشقية فرحةٌ زيادة عن الحد. دعوها تمثل قليلاً و في نهاية المطاف فإن الله سيميز الخبيث من الطيب. و نحسبها عند الله من المقبولات في السعي لنصرة الدين من منظورهة النسائي الواضح للعيان.
و أقسم بالله لو أن أهلها كانوا من فقراء الشام ما كانت دخلت جامعة خاصة و صُرف علها ما صرف من دولارات في فرنسا و غيرها حتى تصل إلى مة هي فيه. و لا ننكر عليها اجتهادها بالطبع.