محمد فلاحةتابعت وسائل الإعلام الخطوات الجريئة التي قامت بها روسية من إرسال قوات عسكرية إلى سورية لتعيد الأمل إلى النظام السوري وتساعده على قتال (الدولة الإسلامية) و(جبهة النصرة) و(المتمردين الإسلاميين). وتأتي هذه الإجراءات من نشر كتيبة جوية ووصول عدد من المستشارين والمدربين العسكريين والطيارين في ظل صمت أمريكي وتجاهل دولي، وإنْ دلَّ ذلك على شيء فإنما يدلّ على الدور القوي الذي تلعبه روسية في المنطقة وعلى القوة العالمية التي ما تزال تحافظ عليها على الرغم من العقوبات التي فرضت عليها، بخلاف ما يتوهمه البعض.فبوتين يؤكد أنَّ بلاده لم تفقد قوتها، وأنَّ لها كلمةً تتدخل بها في شؤون الشرق الأوسط إلى درجة أن تضع ثقلها أمام الولايات المتحدة الأمريكية. فها هي روسية تعقد صفقات بيع السلاح مع السعودية ومصر وإيران، وتمد النظام السوري بالمال والسلاح والقوة البشرية، وإنَّ القيام بهذه الإجراءات تنم على ثقة بالنفس وقوة تستطيع أن تدافع عن مصالحها، وليست عبارة عن طيش دولة مراهقة أو رميًا للنفس في المحرقة كما يرى بعض (المحللين) السياسيين.يحرص بوتين على وقف المد الإسلامي الذي يهدد المنطقة وعلمانيتها وشيوعيتها، فيحاول أن يلعب دورًا في تقديم خطة بديلة عن تلك الخطة الفاشلة التي وضعتها الولايات المتحدة لمقاتلة (الدولة الإسلامية)، وهو بذلك يلمز بطرف خفي إلى ضعف الخطط الاستراتيجة التي تضعها الولايات المتحدة، ولذلك لا داعي للانشغال بالتنبيهات التي تطلقها هذه الأخيرة لروسية!يبدو أن الشرق الأوسط ينتظر طبخة جديدة معدة في المطبخ الروسي وسيبدأ توزيعها من سورية، ولن ينال الولايات المتحدة منها سوى شكلها أو ربما رائحتها.