بقلم: فلك أحمد –
صرَّحت المستشارة الألمانية (آنجيلا ميركل) في أحد خطاباتها “إنَّ الهند والصين على الرغم من وجود مئات الديانات فيهما، فإنَّنا لا نجد الحروب والدمار والنزعات الطائفية والعصبية بينهم، أمَّا في العالم العربي، فإنَّهم يعبدون ربّاً واحداً، ويتبعون نبباً واحداً، ويتحدثون لغةً واحدة، ومع ذلك فإنَّنا نرى شوارعهم مليئة بالدماء والدمار.”ربَّما كان كلام (ميركل) صحيحاً إلى حدٍ ما، فالجهل المسيطر على الوطن العربي لا حدود له، والجهل هنا ليس بمعناه أنَّه ضد المعرفة والعلم، بل الجهل هو عدم التفكير والتمعن بالواقع ومعطياته، فمعظمنا يتصرف بطريقة ردة الفعل …نترك الجوهر ونتعلق بالقشور …ولكن هذا لا يعني أنَّ الغربيين بريئون ممَّا يحصل في البلاد العربية، فهم من يثير الفتن، ويصب الزيت على النار، ويدّعون الوقوف إلى جانب الحركات الثورية ومساندتها.أليسوا هم من دمَّر العراق وخلق نظاماً طائفياً فيه؟! وهاهم يكتفون بمتابعة ما يجري في سوريا من قتل ودمار، مؤدين دور الجمهور فقط. أليسوا من شجَّع العسكر على تسلم الحكم ودعموهم سراً وعلانيةً. ؟!نعم، ولكن هذا لا يعني بأنَّنا بريئون من ذلك، فنحن أيضاً من ساعدهم بسبب جهلنا وغياب النظرة السياسية والتفكير الاستراتيجي لمستقبل بلادنا، بل وكل ما يشغل حكامنا هو جمع الأموال والحفاظ على كرسي الرئاسة وتقديم الطاعة لأسيادهم في الشرق والغرب بعيداً عن مطالب الشعب وحقوقه دون الاكتراث بالتقدم والتطور ومواكبة الحضارات العالمية، بل لا نجني سوى تخلف يتبعه جهل وهكذا ….