استيقظَ أهالي مدينة سرمين شرقي محافظةِ إدلب صباح يوم السبت 12 / 8 / 2017 على فاجعةٍ لا نبالغُ إن وصفناها بأنّها المرةُ الأولى من نوعها في تاريخِ الثورةِ السوريةِ، فاجعةٌ راحَ ضحيَّتها 7 من رجالٍ الدفاع المدني السوري التابعين لمركزِ المدينةِ حيث كانوا مناوبين داخلَ مركزِهم كالعادة في انتظارِ أيِّ أمرٍ طارئٍ يهدِّدُ أرواحَ المدنيِّين المقيمين في المدينةِ وما حولها. سبعةٌ قُتلوا بدمٍ باردٍ منهم شابان من مدينةِ حمص، وثالثٌ من الريفِ الدمشقي هُجِّروا من أرضهم ليعودوا ويستقرُّوا في الشمالِ السوري، ويكملوا عملَهم في خدمةِ وإنقاد أهلهم من قصفِ النظام وشركائه، فقُتلوا مع أربعةِ زملاء آخرين من أبناء المدينة على يدِ ضباعٍ مجهولين وبلا رحمة.
وفي تفاصيلِ الجريمةِ ومن مصدرٍ خاص حصلنا عليه من خلال تسجيلٍ وصلَ إلينا عبر تطبيقِ الواتساب لشاهدِ عيانٍ لم يفضِّل ذكر اسمه:
كنتُ من أوائلِ من وصلَ إلى موقع الجريمةِ، ومن خلالِ النظرة الأولى للمكانِ استنتجنا أنَّ عدد المجرمين الذين اقترفوا هذا العملَ الشنيع يصلُ إلى عشرةِ أشخاصٍ، وذلك لعدةِ أسبابٍ أهمُّها أنَّهم سرقوا بطارياتٍ ثقيلة الوزن وجوالات المغدورين كافة، والمبالغ المالية التي كانت بحوزتهم وخمس دراجاتٍ نارية تابعةٍ لعناصر المركز وقبضات التواصل وسيارة من نوع الفان تابعة للمركز.
ويضيف ايضاً في تفصيل هذا العمل الإجرامي كان هنالك عناصر مستيقظين ومتأهبين لحدوث أيِّ أمر طارئ يتلقُّونه عبر أجهزة الاستقبال / القبضات /، كنا قد وجدناهم مكبَّلي الأيدي خلف الظهرِ ووجههم مسنودٌ إلى الحائط وفي رأسهم من الخلفِ أثرُ طلقٍ ناري من مسدساتٍ وبنادق. أما البقيَّة فكانوا مستلقين على الأرض ومعرَّضين لأثار كدماتٍ قويَّة على الوجه والظهر إثر ضربهم بأخمص البنادق ودماؤهم محيطةٌ بهم . . .
ويرجِّح البعض أنَّ هذا العمل كانَ من ورائه قصدُ السرقةِ ونهب المركز ولكنَّ الغالبيَّة تقول إنَّ هذه الجريمة أكبر من ذلك بكثير، وربما ستقلبُ الرأي العام حول مستقبل المناطق المحررة ولاسيما مدينة إدلب التي شهدت قبل فترةٍ نزاعاً بين الفصائلِ وخاصة بعد أن وُجدت سيارة الفان المسروقة ذات القيمة الأكبر بين المسروقات، والتي تساوي وحدها قيمة جميعِ المسروقاتِ محترقةً ومرميَّةً على قارعة الطريق.
إذاً فهي جريمةٌ استهدفت أحد مراكز المنظَّمة الأولى ثورياً، والأكثر شعبيَّة محلياً وعالمياً، هي جريمةٌ مخططٌ لها من قِبلِ مجموعةِ ذئابٍ بشريَّة وربَّما من ورائها أهدافُ دولٍ أونظام قد دعم هذا الأمر وغايته الأولى خلق الفتنةِ ورمي الملامةِ على الفصائل والقوى الأمنية العاملة على الأرض في المناطق المحررة.
ويذكر أنَّه بعد نشرِ بعض تفاصيل تلك الجريمةِ ولاسيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الإخبارية المحليّة والدوليّة ثار غضب عالمي تلاه خروج مظاهراتٍ ووقفاتٍ تضامنيّة وبيانات من منظماتٍ وهيئاتٍ مدنيّة وعسكريّة ندَّدت بتلك الجريمة وتضامنت مع أصحاب الخوذ البيضاء أصحاب الفضل في إنقاذ أكثر من 100 ألف مدني في مناطقَ مختلفةٍ من سوريا منذ تأسيسها وحتى الآن.