عبد الله حسون
ليس فقط في الرياضيات نرى المسائل المستحيلة الحل، فظاهرة الدراجات النارية يبدو هي الأخرى مستعصية الحل، وقد صار لها سنوات طوال وهي على نفس الحال ترهق الناس وتقلقهم.
شبان صغار يكادون لا يرون بأعينهم، يسيرون بسرعات جنونية وسط المارة مع حركات بهلوانية والسير على دولاب واحد غير مكترثين بحياتهم أولا وحياة الآخرين ثانيا.
أرقاما ليست سهلة على الإطلاق ترشدنا إلى خطورة الأمر، ففي كل مدينة أو قرية نرى أو نسمع عن عشرات الضحايا جراء حوادث الدراجات النارية سواء كان الضحية سائق الدراجة نفسه أو أحد المارة.
يزداد الأمر خطورة مع بداية العام الدراسي، وخاصة أثناء ذهاب الطلاب إلى مدارسهم في الصباح أو عودتهم عند الظهيرة.
فأطفال في عمر الورود يغادرون الحياة رغما عنهم، لا لذنب اقترفوه، وإنما السبب هو طيش هذا الشاب أو رعونة آخر.
يوم أمس كنت شاهد عيان على حادث سير أمام مدرسة قرية كفر لاته، وكاد الحادث يودي بحياة طالب في الصف الثاني الابتدائي لولا لطف الله، والسبب سرعة سائق الدراجة وتهوره علما أنه هو الآخر طفل لا يتجاوز عمره اثنا عشر عاما.
الأنكى من ذلك كله عدم وجود حسيب ورقيب، على الرغم من كل تلك الحوادث الخطيرة وعواقبها الوخيمة.
الأمر يكاد يشبه حارة كل (مين إيدو إلووو).
نطالب الجهات المعنية في المناطق المحررة كافة بالالتزام التام بمسؤولياتهم، ووضع حد لفوضى الدراجات النارية؛ لإيقاف خطر الموت بحق أطفال أبرياء أو شبان طائشين، فهل من مجيب؟ والسلام ختام.