بقلم رئيس التحريرتشتد المنافسة في هذه الأيام بين الجمهوريين والديمقراطيين، الطرفين الذين يركضان نحو كرسي الرئاسة الأمريكية، وتتجه أنظار كثير من المتابعين مترقبة النتائج النهائية التي من الممكن أن تغير السياسة الأمريكية التي تدير مجموعة من الأزمات في المنطقة. ولكن هل سيكون التغيير من السيئ إلى الأقل سوءًا أو من السيئ إلى الأسوأ؟تختلف الاستراتيجية الأمريكية بين الديمقراطيين والجمهوريين، فالجمهوريون يميلون إلى استخدام القوة العسكرية والتدخل المباشر لحماية مصالح البلاد الاقتصادية، ودعم الطموح الأمريكي الذي يريد بسط النفوذ في مناطق ذات أهمية كبيرة، كمناطق مصادر الطاقة، والقريبة من الحبيبة المدللة (إسرائيل) لضمان أمنها وصحتها وغذائها وقوتها..ولطالما انتقد الجمهوريون سياسة الرئيس الحالي باراك أوباما الذي يعتمد سياسة الانسحاب وظهر التردد في كثير من مواقفه، مما فسح المجال أمام روسية لتصحو من غفلتها وتعيد ترتيب أوراقها وتستعيد حضورها المفقود عقب انهيار الاتحاد السوفييتي، وهو الذي فسح المجال لها لتفكر بشكل جدي بانتقالها من إطار التصريحات الكلامية إلى إطار الفعل العسكري الذي تمارسه في سورية على مرأى العالم، ولتعود قوة عالمية حقيقية.وعلى الرغم من أن الجمهوريين يميلون إلى استخدام القوة والحزم، إلا أنهم يريدون حزما مدروسا، فيصرون على عدم توريط بلادهم بحروب تكلفهم الكثير من الموارد البشرية والاقتصادية، وليس كالحزم الذي تمارسه دولنا على شعوبها وجاراتها، فتخرج من حفرة وتسقط في حفرة أكبر منها على وقع أنغام الأناشيد العسكرية التي تعرف كيف تحول النكسات إلى انتصارات تشبه انتصارات بدر وحطين وعين جالوت.وبالمقابل يقف الديمقراطيون الذين يميلون إلى الحلول السياسية والقبول بمبدأ المصالحات والاستفادة من أخطاء الإدارات السابقة التي كلفت الولايات المتحدة الكثير، إلا أن القاسم المشترك بين الفريقين هو بقاء اليهود في فلسطين أقوياء والمحافظة على أمنهم واستقرارهم وإبعاد شبح الإرهاب عن حدودهم المحمية بالبنادق العربية.ولذلك فإن التفاؤل لا يمكن أن يجد له مكانا ونحن نتحدث عن الأمريكيين، فجميع الخيارات المطروحة على الطاولة الأمريكية لا تبشر بخير، ولا يمكن أن يعول عليها ما دام المرشحون المتنافسون يعزفون على وتر دعم اليهود في فلسطين ومكافحة (الإرهاب)، فالعلاقة بين واشنطن وتل أبيب ستعود كما كانت أيام الرئيس السابق جورج بوش الابن أيام الغزل الصريح والدعم اللامحدود، أو ستبقى في أحسن حالاتها كما هي في عهد باراك أوباما القائمة على الغزل غير المباشر إلا في بعض حالات (الدفقات الشعورية) الغزيرة.ومهما يكن من أمر فإن النتائج التي ستعلن رئيس أمريكا القادم لن تحل مشكلات الشرق الأوسط، ولن تتحول إلى صديقة للإسلام والمسلمين، ولن تدعم الثورات التي تحارب الطغيان، سواء وصل إليها (باراك بن حسين) أو (دونالد بن حسنين)!