باتت أخبار الخطف في محافظة السويداء جنوب سورية حديث الناس في المنطقة خلال لقاءاتهم أو على وسائل التواصل الاجتماعي، وأغلب الأحيان يكون الهدف من عمليّات الخطف هو طلب فدية مالية من الأهل تصل إلى مبالغ مالية كبيرة، وفي بعض الأحيان يتم التفاوض على الفدية التي تُجمع من عائلات أهالي السويداء.
يقول مراسل مكتب السويداء الإعلامي (وسام أحمد) لحبر: “منذ أكثر من عامين بدأ الخطف ينتشر في السويداء بمعظم طرق المحافظة شرقاً وغرباً، حتى باتت بعض الطرق تعرف بين المدنيين بـ (طرق الموت)”
ويوضح أحمد أنَّ الخطف يتم عن طريق عصابات منظمة، بعض جهاتها معروفة بارتباطها بأفرع النظام في السويداء، الأمر الذي دفع المدنيين لاتهام أمن النظام بتشجيع تلك العصابات بغية الإبقاء على حالة الفوضى.
ويتابع أحمد: “أغلب حالات الخطف التي تشهدها المحافظة بسبب الفدية المالية، كما حدثت حالات خطف كان هدفها الإفراج عن معتقل في سجون النظام مثل حادثة الطفل (قصي أبو سرحان) قبل مدة الذي طالب خاطفوه ذوي الطفل بالضغط على النظام للإفراج عن معتقل لدى أمن النظام في السويداء.”
وغالباً يتم الخطف بطرق عشوائية، أي يتم قطع طريق ما من قبل العصابة وانتظار الضحية أياً كانت وحينها تتم العملية، كما أنَّ جميع المخطوفين هم من المدنيين بحسب ما أكده أحمد لحبر.
يفيد أحمد أنَّ الفدية التي يطلبها الخاطفون تصل إلى 100 مليون ليرة سورية، وأحياناً 50 مليون ليرة سورية، كما أنَّ العصابة تطلب أرقاماً خيالية، وعلى سبيل المثال حادثة الشاب أبو منصور حين دفع أقاربه فدية قدرها 50 مليون ليرة لإطلاق سراحه من قبل الخاطفين.
ويشير إلى أنَّ أكثر أنواع التهديد التي يستخدمها الخاطفون هو إرسال فيديوهات تعذيب لذوي المخطوف، كمثال حالة الشاب “طليع نصر المنحدر” من قرية نجران، والشاب “وائل بدران”.
ومن الممكن قتل أحد على يد الخاطفين مثلما حصل بقصة الشاب (محمد المصري) الذي تعرض لإطلاق نار من قبل مسلحين على الطريق الواصل بين بلدة المزرعة وقرية المجدل بريف السويداء الغربي، ويومها أقدم الخاطفون على خطف الشاب محمد بعد إصابته ليفارق الحياة متأثراً بالحادثة.
وحصلت قصة خطف منذ فترة لشاب دمشقي اختطف في السويداء، وبيع لدرعا ليخرج مقابل فدية تم إرسالها بالحوالة، وذلك بحسب ما نشره موقع السويداء 24 على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.
القصة حصلت بعد استدراج الشاب “محمد جمال الحلبي” من دمشق إلى السويداء بذريعة العمل لدى امرأة ادعت أنَّ اسمها “أم يوسف” بعد أن تواصلت مع شركة لأعمال الجبصين والترميم لحاجتها إلى فني متخصص بالجبصين والديكور لفيلا تملكها في محافظة السويداء.
وبعد ذلك قامت الشركة بترشيح الحلبي للعمل والتواصل مع “أم يوسف” لاستلام عمله الجديد، وعندما وصل إلى السويداء اختفى، ليبدأ الخاطفون بتعذيبه وابتزاز ذويه لدفع فدية مالية.
وبعد مرور ثلاثة أشهر على خطف “محمد جمال الحلبي” اقتنعت العصابة بفدية قدرها مليون وثلاثمئة ألف ليرة سورية، وطلبوا إرسالها إلى مدينة الصنمين الخاضعة لسيطرة النظام في ريف درعا عبر مكتب الهرم، علماً أنَّ المخطوف فقد داخل السويداء.
وبعد دفع الفدية أطلق سراح المواطن “محمد” مقابل الفدية المالية التي دفعها ذوه للعصابة الخاطفة، بحسب مصادر السويداء 24.
وبحسب ما قاله المواطن المفرج عنه فإنَّ مجموعة مسلحين اعترضت طريقه في السويداء وقامت بخطفه ثم نقله أو بيعة إلى عصابة أخرى في محافظة درعا، والتي بدورها أطلقت سراحه مقابل الفدية، مؤكداً تعرضه لعمليات تعذيب قاسية عند الجهتين.