صحيفة حبر

السياسة الأمريكية بين (البوشية) وضد (البوشية)

962645_412575رئيس التحريركثيرة هي الملفات التي يجدها الرئيس الأمريكي على طاولته كل يوم، ويبدو أنه مصرٌّ على سياسته المتمسك بها التي ميزته وميزت فترته الرئاسية على مدى الخمس سنوات السابقة، نعني سياسة التعامل مع الأحداث وطريقة الرد التي تعتمد على (صناعة مشاكل- انسحاب- حفاظ على المصالح)، وأكبر مثال على هذا النهج الأمريكي في طريقة التعامل مع الملف السوري والثورة السورية منذ اليوم الأول من انطلاقتها.لقد ظل (أوباما) يدعو من بعيد إلى ضبط النفس وإلى الحوار والانتقال السياسي، وربما يصعّد في (كلامه) إلى درجة مطالبته بشار الأسد بالتنحي عن السلطة، لتضيع مطالبه في الهواء كما يضيع الصوت الخافت في بئر عميقة، هذا لأنه يدرك عواقب الأمور مستفيدا من تجارب أسلافه السابقة، ولذلك فإن الرئيس الأمريكي كثير التفكير قبل اتخاذ القرار وتنفيذه، ويسأل نفسه دائما: ماذا يمكن أن يحدث لو فعلنا ولو لم نفعل؟.إن نتائج حرب العراق وما خلفتها من تبعات وكوارث مؤلمة على الأمريكيين أيقظت صانعي القرار في أمريكا واعترفوا بأخطائهم في العراق التي أوجدت بعد إسقاط نظام صدام حسين فراغا ساعد على بروز تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وتزايد أنصاره والمنتمين إليه، وتأسيس دولة العراق الإسلامية بقيادة أبي عمر البغدادي.فالسياسيون يعقدون المقارنات بين الأحداث المتشابهة قبل صنع القرار ليتمكنوا من وضع الاستشرافات المستقبلية، وربما يعتقد الأمريكان اليوم أن العلاقة بين طرفي التشبيه (العراق وجيرانه) واضحة للعيان وأن جيران العراق نسخة ثانية عنه.ولكن الرياح تجري على غير ما تريده السفن الأمريكية وتتوقعه، فعلى الرغم من العمل بحذر وتأنٍ نجد أن الحذر والتأني لم يجديا نفعا، لأن الباطل لا يمكن أن يبقى ماشيا على طريق معبدة وإن بدأها مفروشة بالورود من قبل أنصاره وحلفائه وعملائه، فنتيجة تعميم طريقة الرد الأمريكية على مواقف مختلفة أدى ذلك إلى تقليص دور أمريكا في المنطقة مقارنة بالقوة الروسية التي تدخلت في سورية لحماية ذنبها في الشام، إضافة إلى تنامي قوة تنظيم القاعدة في بلاد الشام وقوة الدولة الإسلامية وتمددها في سورية والعراق وليبيا وسيناء واليمن والقوقاز على الرغم من قتالها على جبهات متعددة ضد عدد من الأطراف وقصف طائرات التحالف الستيني!نعم، أدركت أمريكا الخطر ووافقت على مشروع (جون ماكين) و(جون بولتون) بإيجاد قوات عسكرية برية مؤلفة من مئة ألف جندي مسلم، وهو مشروع التحالف (الإسلامي) الذي أعلنت عنه السعودية بتاريخ 15-12-2015م على الورق، وغاب عن أمريكا أن الجيوش العربية لا تعرف من الحروب غير الرايات البيضاء!وإضافة إلى ما ذكر يظهر تردد إدارة أوباما والمخاوف المستقبلية في علاقة الولايات المتحدة بكل من طهران والرياض، ففي ظل الحرب الباردة بين الدولتين الأخيرتين يظهر حرج أوباما الذي يحاول إمساك العصا من المنتصف، فهو يريد من إيران أن تكون حليفا قويا جديدا، وهذا ما يقلق السعودية الحليف القديم، ولذلك فإنه سيكتفي بالمراقبة من بعيد.يبدو أن السياستين (البوشية) و(ضد البوشية) لم تجديا نفعا، لأن الباطل هو الذي يحركهما، ولذلك ستفرضان على الرئيس الأمريكي القادم جملة من التحديات ومزيدا من الملفات على طاولته في البيت الأبيض.

تحميل العدد الأخير

أحدث المقالات

  • في إدلب..رضيع يعود إلى أمه بعد 7 أشهر

    في إدلب..رضيع يعود إلى أمه بعد 7 أشهر

    تمكنت جمعية خيرية من إعادة طفل إلى أمه بعد فقدانه …
  • الائتلاف الوطني يتحرك للحصول على لقاح كورونا

    الائتلاف الوطني يتحرك للحصول على لقاح كورونا

    أعلن الائتلاف الوطني السوري عن تحركه للحصول على لقاح ضد …
  • هيفاء وهبي تتصدر الترند بعد كتابتها لفظاً نابياً على تويتر!!

    هيفاء وهبي تتصدر الترند بعد كتابتها لفظاً نابياً على تويتر!!

    تصدر اسم المغنية اللبنانية هيفاء وهبي منصة تويتر بعد تغريدة …
  • نظام الأسد يعتقل أقرباء شاب ظهر في الاتجاه المعاكس

    نظام الأسد يعتقل أقرباء شاب ظهر في الاتجاه المعاكس

    قامت قوات الأسد باعتقال  أقرباء الناشط “عبد الرحمن الصالح”، لمجرد …
  • تحرير الشام تهاجم قرية في ريف حلب بهدف إفراغها!!

    تحرير الشام تهاجم قرية في ريف حلب بهدف إفراغها!!

    أفادت مصادر محلية بقيام هيئة تحرير الشام بمهاجمة قرية قرب …

فيس بوك

مجلة أقلام

قم بزيارة موقع مجلة أقلام

الأرشيف

صفحة صحيفة حبر على موقع أرشيف المطبوعات السورية

مركز حبر للدراسات

قم بزيارة مركز حبر للدراسات