تقرير: فارس الحلبيأصبح وضع الليرة السورية في خطر كبير بعد فقدانها كل عوامل الاستقرار، وقد كثُر في الآونة الأخيرة الحديث عن استبدال العملة السورية، بعملة أخرى بدلاً عنها في المناطق المحررة.وفي ضوء ذلك عقدت نقابة الاقتصاديين السورية المعارضة اجتماعاً في مدينة حلب، حضره عدد من أعضاء مجلس محافظة حلب الحرة، وجبهة علماء بلاد الشام، وبعض النشطاء والإعلاميين، من أجل بحث موضوع التداول بالليرة التركية بدلاً من الليرة السورية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة شمال البلاد.فاللية السورية شهدت انخفاضا بقيمتها أمام العملات الأجنبية الأخرى، حيث تجاوز سعر مبيع الدولار الأمريكي أمام الليرة السورية الـ 300 ليرة في السوق السوداء في ظلِّ الأزمة الجارية في سوريا، والتي أثرت على احتياطيات القطع الأجنبي في المصارف العامة والخاصة، كما أدَّت الأزمة إلى تراجع الصادرات وزيادة الطلب لاستيراد مواد أساسية، لاسيما غذائية ودوائية ومحروقات.وكانت النقابة قد عللت أسباب دعوتها بعدة قضايا منها فقدان الليرة السورية لقيمتها الحقيقية، وارتهان قيمة الليرة السورية بالقرار السياسي الروسي الإيراني وليس الاقتصاد المحلي، ممَّا يهدد بفقدان القوة الشرائية بشكل مفاجئ، وقيام النظام بسحب العملة الأجنبية واستبدالها بعملة سورية ليس لها رصيد، وحيال كل ذلك وقف الشعب الحلبي بين مؤيد ومعارض للفكرة.الحاج محمود من سكان حي الأنصاري الشرقي يخبرنا:”أنا ضد هذه الفكرة، لأنَّه وإلى الآن لم أجد دراسة اقتصادية منطقية، فنحن بحاجة إلى كتلة نقدية ضخمة كي تكفي تغطية مناطقنا، ولا أعتقد بأنَّه هناك جهة قادرة على تأمين تلك الكمية في الوقت الحالي، ومازال هناك جزء من المدينة تحت سيطرة قوات الأسد، ومازالت الناس تنتقل من مناطقنا إلى مناطق الأسد والعكس صحيح، فهذا ليس هو الحل الأنسب عليهم دراسة المشروع دراسة اقتصادية واجتماعية ومنطقية”أبو سعيد من سكان حي الفردوس بائع حلويات يقول:”هذه الفكرة جيدة ويجب أن تنفذ لأنَّنا نحن كأصحاب مهن عندما نريد شراء المواد الأولية من سمنة وسكر وطحين في كل مرة نرى زيادة في أسعارهم بسبب انخفاض العملة السورية، وهذا ينعكس سلبا على مصلحتنا لأننا بحاجة إلى أسعار ثابتة، واستبدال العملة هو الحل الأنسب” كامل أحد المقاتلين من الجيش الحر يقول:”هي فكرة جيدة لإضعاف النظام، وأنا مع هذه الفكرة، لأنَّ تركيا وقفت معنا في كل المراحل، وبما أنَّ العملة التركية ثابتة واقتصادهم ممتاز هذا الأمر يقيدنا في اقتصاد مناطقنا وإضعاف في الوقت ذاته” أبو عبد الله أحد الصرافين الموجودين في مدينة حلب المحررة يقول:”نتمنى من الشعب الذي يقطن في المناطق المحررة أن يكون متعاونا مع فكرة استبدال العملة، من أجل ألا تتضرر لأنَّ العملة السورية على انهيار وخصوصاً بعد طباعة الألف السورية الجديدة، وعند انتشارها بين الناس ستنخفض الليرة السورية كما حصل في العام الماضي عند انتشار فئة الخمسمئة الجديدة، فقبل انتشارها كانت الليرة السورية تتراوح بين المئة والمئتين أمام الدولار، وبعد انتشار الخمسمئة الجديدة ارتفع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار بشكل ملحوظ، والتعامل بالعملة التركية سينقذ الشعب من الخسارة أثناء انخفاض قيمة العملة السورية بشكل مفاجئ”جلال تاجر من تجار حلب القديمة يخبرنا”أنا كتاجر أتعامل بالليرة السورية والدولار والتركي، وإذا تعامل الشعب السوري بأي عملة أخرى غير الليرة السورية، فنحن بحاجة إلى بنك مركزي لضبط أسعار الصرف لمنع التلاعب”سامر تاجر جملة للمواد الغذائية في مدينة حلب”يُفضل التعامل بالدولار، فنحن كتجار نتعامل بالدولار وليس بالعملة السورية والتركية، ويجب ألا ننسى بأنَّ العملة التركية ترتفع وتنخفض، فهي ليست ثابتة، بينما الدولار عملة عالمية ثابتة، لذلك يجب على الهيئات الثورية أن تقوم بفتح بنك مركزي، ليتم من خلاله ضبط كل شيء”المحامي أحمد العمر مدير منظمة بنيان بحلب”استبدال العملة السورية بالتركية خطوة جيدة من أجل المحافظة على القيمة النقدية الموجودة في أيدي المواطنين في المناطق المحررة، وهذه الخطوة من شأنها إضعاف الاقتصاد الأسدي الذي ينهار تدريجيا وخاصة بعد طبع فئة الألف الجديدة التي ليس لها رصيد، ونتمنى من اللجنة والخبراء الاقتصاديين وضع الحلول المناسبة لكل الاحتمالات التي قد تطرأ من تحكُّم الصرَّافين واستغلالهم لهذه الخطوة والتشارك والتواصل مع جميع الهيئات المدنية والقضائية من أجل إنجاح هذه الخطوة”