محمد ضياء الأرمنازي
معظم النساء يفضلنَ العنوسة على الزواج من رجل متزوج!
قامت صحيفة حبر الأسبوعية بإجراء استبانة رأي شملت مئة من البنات غير المتزوجات بموضوع الزواج من رجل متزوج، وكانت النتائج كالتالي:
80 % قالوا: لا نقبل الزواج من رجل متزوج ولو أصبحنا في سنِّ العنوسة.
14 % قالوا: ممكن أن نقبل بالزواج من رجل متزوج إذا أصبحنا في سنِّ العنوسة.
6 % قالوا: نقبل الزواج من رجل متزوج.
الذين قالوا لا نقبل الزواج من رجل متزوج، يجعلنا نتساءل عن الأسباب التي جعلت فكرة الزواج من رجل متزوج غير مقبولة عند معظم النساء بالرغم من قلة عدد الرجال بسبب الحرب، علماً أنَّ عدد النساء كان يغلب على عدد الرجال قبل الحرب بضعفين أو ثلاثة!
أعتقد أنَّ هناك أسباب نَسجت هذا الرأي، وجعلت من معظم النساء يفضلنَ العنوسة على الزواج من متزوج، أولها حبُّ الامتلاك، وعدم مشاركة الزوج مع امرأة أخرى، وثانيها الخوف من المشاكل مع الزوجة الأولى في معظم المجتمعات المدنية، ويأتي الخوف من الفكرة بحدِّ ذاتها بسبب نظرة المجتمع إليها.
أعتقد أنَّ الإعلام الغربي والعربي نجحا بتشويه صورة التعدد، فقد أظهر الإعلام التعدد بأقبح صورة على أنَّه فعل دنيء وخيانة للزوجة الأولى، ولا يقوم بهذا الفعل إلا زير النساء أو روَّاد الملاهي الليلية.
ذهبت جميع الدول الغربية، وبعض الدول العربية إلى تجريم التعدد قانوناً، ووضعت له العقوبات القاسية، وقد نجحت هذه الحكومات على تخفيض عدد الرجال المعددين، ورفعت مقابلها نسبة حالات الزنا والشذوذ الجنسي، حتى وصلت نسبة الأولاد غير الشرعيين في إحدى الدول الأوربية إلى 47 % من مجموع الولادات في الدولة، وقد ارتفعت نسبة حالات الإجهاض وقتل الأطفال في أرحام أمهاتهم إلى أرقام قياسية.
وقد قامت صحيفة حبر بأخذ بعض الآراء المميزة لهذا الموضوع.
تقول (أم كريم) مشرفة دعوية في كلية الآداب في جامعة إدلب: “معظم النساء في المدن لا يقبلنَ الشريك، وباعتبارها متخرجة أصبحت تستطيع العمل والاعتماد على نفسها بالمصروف والاستقلالية، وأصبح عندها شيء من التكبر وحبِّ الذات.
يجب أن تكون هناك محاضرات توعية شرعية لمثل هذه الأمور.
هناك عدة جهات يقع على عاتقها العمل على تغيير هذه المفاهيم المغلوطة، مثل مديرية الأوقاف ومديرية التعليم وهيئة الفتح والمعاهد الشرعية، ونحن بحاجة إلى زيادة النسل لأنَّنا في حرب على المسلمين من أهل السنة والجماعة، فهناك الكثير من الشباب الذين قتلوا في الحرب أو هاجروا خارج البلاد”.
تقول المهندسة (أم عبد القادر) مسؤولة أيتام ومديرة جمعية بناء ونماء: ” وافقت على الخطبة من رجل متزوج عنده سبع بنات وطفل، وكان يكبرني 23 سنة؛ لأنَّه صاحب خلق ودين.
يتفاجأ الكثير من قبولي برجل متزوج ويقولون: أنت مهندسة ولدبك فرص أفضل، كشاب أصغر وأغنى وأجمل فلماذا قبلتي؟! أقول لهم: الآن عمري 34 وكان عمري 18 سنة، فلو عاد الزمن إلى الوراء، وتكرر الموقف معي سوف أختار الخيار نفسه، والحمد لله أنَّني لم أختر شخصا آخر.
أعتقد أنَّ السعادة ليست محصورة في الرجل غير المتزوج، فهناك سعادة عند الزوجتين عندما تقومان بالتنافس على إسعاد الزوج، وهذا ما يسعد الرجل أيضاً، وإذا كان زوجي سعيدا، فأنا سعيدة بالتأكيد.
لا أعتقد أنَّ معظم البنات صدَقن في هذه الاستبانة، لأنَّ الواقع يختلف، وممكن أن يكون رفضهنَّ على هذه الاستبانة بسبب أنَّهنَّ يخجلنَ أن يقلنَ أقبل الزواج من رجل متزوج وخصوصاً في ظروفنا الراهنة، برأي أنَّ هناك الكثير ممَّن يقبلنَ الزواج من متزوجٍ في حال كان يستطيع فتح بيتين وتأمين متطلبات الزواج، وقد علمت بوجود رجالٍ متزوجين من ثلاث نساء وهنَّ سعيدات”.
لكن لماذا لا ننظر إلى هذه المشكلة من خلال الشرع الحنيف، قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض). رواه الترمذي وابن ماجة.
وهنا نرى أنَّ الرجل لا يعاب إلا في شيئين اثنين فقط ألا وهما: الخُلق، والدين، أمَّا باقي الأمور من فقر أو قِصَر أو قلة جمالٍ أو متزوجٍ وعنده أولاد، فهذا لا يعيب الرجل، ولا ينقص من رجولته بشيء.