المحامية سماح حرح – السويد |
واحدة من أكبر القضايا في الشرق الأوسط اليوم هي الحرب في سورية، وفي نهاية المطاف أحد أفضل الحلول وأسرعها لإيقافها تدخل مجلس الأمن الحرب، لكن هناك أنصار ومعارضون ضد هذا العرض.
يقع على عاتق مجلس الأمن مسؤولية العمل من أجل السلام والأمن الدوليين، ولديها 15 عضوا، 5 منهم دائمة (روسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة)، و 10 أعضاء غير دائمين ينتخبون لمدة عامين من قبل الجمعية العامة، وكل عضو لديه صوت واحد، لكن للأعضاء الخمسة الدائمين الحق في حظر الاقتراح بفيتو, حتى إذا قام جميع الأعضاء بالتصويت بنعم، وصوَّت واحد من الأعضاء الدائمين مع فيتو يمكنهم حذف جميع الأصوات بموجب الميثاق، وتلتزم جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالامتثال لقرارات المجلس، وفي بعض الحالات، يمكن لمجلس الأمن استخدام القوة للحفاظ على السلام أو استعادته، والحفاظ على الأمن الدولي .
سورية بحاجة إلى قوة قوية لوقف الحرب، تحتاج إلى مساعدة من جميع أنحاء العالم ليحل السلام في أقرب وقت ممكن، أنشأت الأمم المتحدة مجلس الأمن للحفاظ على السلام في العالم، لكن في سورية كل يوم يرتكب مذبحة بشرية دون أي أمل في وقفها، وبناءً على ذلك، فقد أدى إلى العديد من المشاكل الجانبية، بما في ذلك أزمة اللاجئين التي لا تتعلق بقضايا اللاجئين فحسب، بل أيضًا بالبلدان التي استقبلت اللاجئين. يحاول العالم كله إصلاح الآثار الجانبية للحرب، لكنهم نسوا المشكلة الأساسية، وهي إيقاف الحرب في سورية، بإطاحة الدكتاتور بشار الأسد والجماعات المسلحة في سورية، لإنقاذ بقية العالم من المدنيين والحضارة في سورية بشكل عام.
ومع ذلك، هناك معارضون يقولون: إن تدخل مجلس الأمن يتناقض مع استقلال سورية، ويتعارض مع الشؤون الداخلية التي تحميها الأمم المتحدة، وفقا لقرار الجمعية العامة 1514 (د -15) الصادر في 14 كانون الأول / ديسمبر. 1960 المادة السابعة و الذي ينص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لجميع الدول، واحترام الحقوق السيادية والسلامة الإقليمية لجميع الناس. رغم أن الحرب في سورية لا تقتصر عليها ، إلا أنها تؤثر على دول أخرى وأصبحت تهديدًا للسلام الدولي في نهاية المطاف، لذا يعد تدخل مجلس الأمن ضروريًا للاستقرار العالمي (2017)
منذ عام 2011، استخدمت روسيا والصين الفيتو لثماني مرات ضد 13 دولة، لإعاقة قرار مجلس الأمن حول سورية، ثماني مرات متتالية منذ بداية الربيع العربي في سورية ( (McKirdy,2017لكن في حين أن السوريين ينتظرون الكثير منهم يموتون كل يوم.
إن استخدام روسيا والصين الفيتو لدعم نظام الأسد عن طريق منع مساعدة مجلس الأمن يؤدي إلى العديد من المشاكل.
أولاً: خسارة الأرواح السورية ومعاناة الناس على مدى فترة طويلة، وهذا يعطي النظام والجماعات المسلحة فرصة لاستخدام الأسلحة الثقيلة والأسلحة الكيميائية لقتل وجرح المزيد من الأطفال المدنيين والنساء والرجال غير المسلحين. كما إن نظام الاسد والجماعات المسلحة تستخدم المدنيين كدرع واقٍ بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية للبلاد.
ثانياً: إن تأجيل وقف الحرب يجعل سورية بيئة مثالية لنشوء المجموعات الإرهابية مثل داعش وغيرها، الأمر الذي لا يشكل خطراً على سورية وحدها، بل على العالم أجمع.
ثالثاً: الجماعات الإرهابية التي نشأت بعد الربيع العربي منحت نظام الأسد الشرعية للبقاء في الحكم تحت ذريعة القضاء على الجماعات الإرهابية ومن ثم يبدو كبطل أمام العالم.
رابعاً: إن تأجيل وقف الحرب يجعل من الصعب إيقاف الحرب مستقبلا، بسبب تدخل دول مثل روسيا وإيران ولبنان الذين يدعمون الأسد، والدول الأخرى التي تحاول إثارة المشاكل في منطقة الشرق الأوسط.
ونتيجة لوقف الحرب في سورية، ستكون المنطقة أكثر هدوءًا، وسوف تبدأ سورية بالتعافي، وسيتم حل قضايا اللاجئين، وسيكون العالم أقل جنونًا.
في الواقع الدول التي استخدمت الفيتو في مجلس الأمن هي دول تحب الحروب ولديها أجندة في سورية. الحرب أشبه بالسرطان الذي ينتشر عبر سورية، فالحرب لا تؤثر فقط على سورية والشعب السوري لكن آثارها على نطاق عالمي. لذلك تحتاج سورية إلى مساعدة قوية جادة لوقف الحرب فيها.
المصادر
- United Nations. (N.Da). The security council. Available at: http://www.un.org/en/sc/ (2018-01-23).
- United Nations. (N.Db). The United Nations and decolonization: Main Documents: Declaration on the Granting of Independence to Colonial Countries and Peoples. Available at: http://www.un.org/en/decolonization/declaration.shtml (2018-02-10).
- Euan McKirdy. (2017). 8 times Russia blocked a UN Security Council resolution on Syria. Available at: https://edition.cnn.com/2017/04/13/middleeast/russia-unsc-syria-resolutions/index.html (2018-02-02).