بقلم دعاء علي
البعض يلهث وراء الدعم المالي، يغمض عينيه ويصمُّ أذنيه عن مآرب هذا الدعم، لا يهمه من أين يأتي ولماذا يأتي وما الهدف الحقيقي منه، فقط يكفيه أنَّه يأتي والباقي غير مهم، وهنا مربط الفرس.
كلنا يعلم لو أنَّ أحدا أراد مساعدتنا لانتهت أزمتنا منذ فترة، لكن كلَّ الدول عربية وأجنبية، إسلامية وملحدة دون استثناء، لا تشعر قيد أنملة باستباحتنا وانتهاك حرمتنا من قبل العالم بأكمله، والمضحك في الأمر أنَّ هناك مفاوضات مع من يقتلنا ومن يريد أن تبقى بلادنا هكذا، وكلنا يعلم والعالم كله يعلم، ونضحك على أنفسنا لتعدد جينيف وما يحدث من ويلات ومجازر قبيل كل جينيف، والمساعي الدولية كاذبة ومنافقة.
ففي بلادنا تدفقت أنهار الدمار، وحصلت مجازر يندى لها جبين الإنسانية إلى الأبد، وباتت كأفلام الأكشن، تروق للبعض مشاهدتها لمآرب مختلفة، فالبعض يهدد شعبه بنا بأنَّ حاله سيصبح كحالنا إذا ما طاع الحاكم، فعليه أن يبقى كما هو، والبعض الآخر أراد أن يتخلص من أصحاب الفكر الجهادي، فسوريا محرقة مستمرة تحرق الجهاديين بعيدا عنهم، وتحرق السوريين أولا وأخيرا، فلا أحد يهتم بهم وخاصة منظمة حقوق الإنسان إلا إذا كان السوري ليس في لائحة الإنسان.
وللوصول إلى حلٍّ لما نحن فيه علينا أولا: أن نبحث عن بدائل حقيقية ذاتية، وان نكون مرفوعي الرأس شامخين، وثانيا: نوحد صفوفنا ونجعلها سدا منيعا لا يستطيع أحدا النيل منها.
في بداية الثورة كان الهدف واحد، وهو أن نتخلص من الظلم، وأن يعيش الجميع بكرامة وحرية موزونة، لكن وللأسف ما إن تسلل بعض الأشخاص ممن لا يعي من الأمور شيئا، وأنشأ كتيبة أو مؤسسة أو … أصبح وجودهم القاتل هو أحد الأسباب إن لم يكن أهمها بتغيير مسار الثورة وانحرافها عن هدفها.
وسرعان ما ضخت أموالا إلى الداخل تحت مسميات مختلفة (مساعدات، مشاريع، معونات…) وهنا كانت الطامة الكبرى، فبدأ البعض القيام بعدة أعمال وكأنه الوحيد الموجود ولا يوجد بديلاً عنه، فبدأ البعض يتراكض ليحصل على أكثر عدد ممكن من الفرص، ولم يعد بالحسبان البلد وما آل إليه حال أهل البلدٍ.