فاطمة حاج موسى |
“برز المقال من خلال ظهور المرأة وتحديداً بعد ظهور المقابح التي ورثها الاحتلال الفرنسي في مصر على يد نابليون بونابرت، إلا أن الجاحظ كان من أوائل كتاب المقالات” بهذه الكلمات بدأ الدكتور (أحمد موفق زيدان) الندوة التي أقيمت في المركز الثقافي بمدينة إدلب تحت عنوان: “فن كتابة المقال” اليوم السبت ٢٠ أبريل/نيسان الساعة العاشرة صباحاً، بحضور الدكتور بسام صهيون رئيس الهيئة التأسيسية بحكومة الإنقاذ، وكادر معهد الإعلام بجامعة إدلب، وعدد من طلاب معهد الإعلام، ومجموعة صحفيين وناشطين إعلاميين في الشمال السوري.
ألقى الدكتور محاضرة عن الطريقة الصحيحة لكتابة المقال، فوصف كتابته كالبناء الذي يُرصف لبنة فوق أخرى بالتسلسل، ولا ينجز هذا البناء إلا إذا نظَّمتَ أفكارك، وحددت موضوعك، ووضعت نقاطًا أساسية مع عناوين فرعية لتحاشي الخلط بين الفقرات، وجعلها متناسقة مع عدد الكلمات؛ أما عن نهاية المقال أو قفلة المقال فيجب أن تكون إما نتيجة لما وصل إليه الكاتب أو مثلاً شعبيًا أو بيتًا من الشعر يلامس حياة الناس بشكل مباشر، فلا نقفل المقال بشكل روتيني غير متماسك، لأن ذلك يُشعر القارئ أن المقال لم ينتهِ.
وتحدث أيضاً عن الإعلام قبل الثورة وأثناء الثورة والآن؛ ووضح الفرق بين ما حدث في أفغانستان والربيع العربي، ففي أفغانستان بدأوا بتجمعات وأنظمة سياسية؛ أما ما جرى في الربيع العربي فهو ثورة شعب غير منظمة.
وناقش أيضاً علاقة الناشط بالإعلامي، ووضح أن ما بينهما رابط واحد ألا وهو الثورة، لأن عمل كل منهما يختلف عن الآخر.
وقدم مجموعة نصائح ينبغي على كل إعلامي القيام بها، بدءًا من جمع أرشيف خاص به حتى يتمكن مستقبلاً بعد تجميعه من كتابة المقالات، وأكد ضرورة الترويج لأعمالنا الصحفية وأهمية مشاركتها مع الأصدقاء وزملاء المهنة حتى يروجوا أعمالنا، وبالتالي الترويج لمؤسساتنا الإعلامية التي نعمل فيها من خلال موادنا في الصحيفة.
وتحدث الدكتور زيدان أيضاً عن عمل المرأة بمجال الإعلام وأكد أهميته، لأنها شريكة الرجل بالحياة وقدمت في الثورة الكثير، فالمرأة وجودها مهم وبكافة الميادين عدا ميادين القتال التي تُخالف طبيعتها.
وبعد أن تحدث عن المقال بشكل تفصيلي مع أمثلة وشواهد مختلفة عن كتَّاب المقال فُتح المجال للحضور لتوجيه الأسئلة حتى يُجيب عن استفساراتهم بشواهد واقعية عايشها؛ ونصح الجميع بقراءة الشعر ومحاولة حفظ أبيات منه بشكل يومي، بالإضافة إلى قراءة الروايات التي تُثري عقل الكاتب وتُغنيه، والأمثال الشعبية التي تُساعد في استحضار أفكار جديدة من زوايا مختلفة.
وبحسب قول الدكتور (بسام صهيون) فإنه نسق مع الدكتور (زيدان) بعد زيارته ليقدم شيئًا في التوعية الإعلامية بهدف رفع سوية الإعلاميين في المنطقة، فكانت هذه الندوة؛ وأضاف أنه سيكون في المستقبل القريب ندوات جديدة للدكتور زيدان تخص الإعلام.
وفي نهاية الندوة التقينا الأستاذ (إياد النجار) مدير معهد الإعلام بجامعة إدلب الذي عبر عن سعادته بالمعلومات التي قدمها الدكتور زيدان بالندوة والتي استفاد منها وخاصة بموضوع سُئل عنه بالندوة وهو عن تجربة الثورة السورية والتجربة الأفغانية والربط بينهما حتى نستفيد من الأخطاء الأفغانية ولا نكررها.
أما الأستاذ (عبد الله حسون) مدرس بمعهد الإعلام، أبدى إعجابه بوجود شخصية مثل الدكتور زيدان في إدلب في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها من قصف وتفجيرات، هذا مما يدل، حسب رأيه، على وجود أشخاص ثوريين وأصحاب قضية.
أبدى الحضور إعجابهم بهذه الندوة خصوصاً أن من قدمها الدكتور زيدان المختص بمجال الإعلام؛ لأنه استطاع الإجابة عن استفسارات الجميع بإجابات علمية دقيقة أرضت فضولهم. رغم أن ندوة واحدة لا تكفي للتعليم إلا أنها كانت نافذة مفتوحة لعلم المقال الذي لا يتقنه إلا كبار الكتَّاب.