بقلم محمد الزيرتستهوينا المخاطر، ونواصل عبر الزمن تنقلاتنا، كلٌّ يلبِس وجهه قناعاً، ويمتطي روحه فرساًنمتدُّ في آلامنا، ويكسونا الشتاء، وتنأى القلوب بأحمالها، وتزحف تحت وطأة الحياة ..وعندما تتناثر الآهات كما تتناثر الدموع من قلوب الأمهات، يطبق الصمت على القلوب والأفواه، ويصمُّ الألم كلَّ المسامع، وعلى أبواب المساجد ينتهي الساجدون، وعند محراب الكنائس تقرع الأجراس وتضاء الشموع، وهناك حيث لا مكان بعد الآن يعلو الخراب فوق كلِّ علو، ويسمو الدم فوق كلِّ سمو، وتنتهي الأرواح إلى بارئها بين نعيم وجحيم، ولكن كيف؟!!!يستمر بالحياة من ليس يموت، وكيف يواصل المسير من ليس يمشي؟! وكيف يرتاد الأقلام من ليس يكتب؟!أحقاً سننسى ذواتنا عند فوهة بندقية؟! أم سننسى إنسانيتنا عند زناد رشاش وجحافل مدرعة؟!أم سنبيع وجداننا بين نار ونار، وبين نعم ولا، وبين أنت وأنا؟!وهل حقاً سيستمر كلُّ هذا باسم الوطن؟!هل سيتحملُ الوطن أن يبقى الشماعة التي نعلق عليها كل تخريفاتنا وكل هفواتنا وجهلنا وتشتتنا وضياع أرواحنا وضعف أنفسنا؟!هناك حيث تبدأ اللانهاية، وتتماها الألوان وتتلاشى المسافات….سيتقابل الأخوة وجها لوجه، ويتعانقون بحب ساخرين من كبوةٍ اسقطت فرسا، وهفوة أنستهم لحظة صلاة الدم، وعروق القربى.سنكون _وشام الله معنا_ أقوى من جديد، وأحلى من جديد، وبلدنا أسمى، والله معنا …