علاء عبد الرزاق المحمود |
“أكثر من 108000 طالب وطالبة خارج المدارس، وأكثر من 372 مدرسة خارج الخدمة، ما بين مدمرةٍ وما بين ساقطة بقبضة النظام وحلفائه الروس منذ حملة شباط العسكرية منذ أشهر، ونحن على أبواب العام الدراسي الجديد”
هكذا بدا الأستاذ محمد الحسين (معاون مدير التربية والتعليم في إدلب) حديثة فيما يخص الواقع التعليمي في ظلّ موجات النزوح التي طالت أكثر من مليون شخصٍ منذ شباط الماضي.
وفيما يتعلق بالجهود المبذولة لتدارك الواقع التعليمي أوضح الحسين: “نقوم حاليًا بالتواصل والتنسيق مع المنظمات والمؤسسات التي تُعنى بدعم التعليم من جهةٍ، وبين المجالس المحلية المنتشرة في الشمال من جهةٍ أخرى؛ لإعادة افتتاح المدارس وتوزيع الطلاب الجدد عليها، وتفعيل العملية التربوية التعلمية بشكلٍ فعالٍ، حتى لو اضطررنا إلى تفعيل نظام الكتاتيب في المساجد والتعليم في العراء في المخيمات، مُتقين بذلك البركان الذي سينفجر إن لم تتكاتف جهود الجميع في ذلك، فمديرية التربية و التعليم ليست المعنية الوحيدة بذلك في ظلّ هذه الحرب، فالإمكانات بسيطة جداً، والمتطلبات ضخمةٌ، نحن نتحدث عن أكثر من 108000 طالب وطالبة متضررين بشكل مباشر، فضلاً عن 220000 طالب وطالبة متسربين خارج حلقة التعليم الأساسي والإعدادي فقط في محافظة إدلب.”
ما هي الإجراءات التي تتخذها مديرية التربية والتعليم الحرة بحماة في ظل النزوح؟
يقول الأستاذ (خالد الفارس) مدير المجمع التربوي في ريف حماة الغربي لصحيفة حبر: “
تم بدايةً جمع المعلومات المتعلقة بالأهالي المهجرين ووجاهاتهم من جهةٍ، والتواصل والتنسيق مع مديرية التربية والتعليم الحرة في إدلب، لإعادة هيكلية القطاع التعليمي، وافتتاح مدارس جديدة بداية العام الدراسي الجديد.”
وقد سبق ذلك تنسيق لتأمين مراكز امتحانية لإجراء الامتحانات لشهادتي التعليم الأساسي والثانوي لطلاب ريف حماة، وهذا ما أكده
الأستاذ زكريا” مدير مدرسة الحواش” في ريف حماة الغربي، حيث تم ذلك بعد دراسةٍ ميدانيةٍ للتوزع الجديد لنازحي ومهجري ريف حماة الغربي، وإحداث مراكز امتحانية وقتها في كلّ من القرى والبلدات التالية (حارم، أطمه، كفرلوسين، الدانا، سرمدا، وعقربات).
وفيما يخص التحديات التي تواجه العملية التعليمية لمديرية تربية ريف حماة بعد النزوح يبين الأستاذ زكريا بقوله: “إن أكثر ما نواجه من تحديات هي البنية القانونية للعقود بيننا وبين المنظمات الداعمة بشكلٍ مباشر للمدارس، فالمنظمة التي تتكفل بدعم مدرستنا، رفضت تجديد العقد على أراضي إدلب، والدعم مشروط بوجود المدرسة على أراضي ريف حماة حصراً، ومن هنا لابد من حلولٍ سريعةٍ لتفادي الأزمة الحالية الممكنة.”
أما بالنسبة إلى المعلمين الذين فقدوا وظائفهم بإغلاق المدارس في ريف حماة الشمالي، فيوضح الأستاذ (خالد الفارس) إجراءات مديرية التربية والتعليم الحرة في حماة بهذا الشأن: “
تم التواصل من جديد مع جميع المدرسين الذي يبلغ عددهم قرابة 500 مدرس ومدرسة، وتم التنسيق معهم ريثما يتم التوصل لحلٍّ نهائيٍّ بشأن افتتاح مدارس جديدةٍ على أراضي إدلب. “
(أحمد الفارس) مدرس من ريف حماة بمدرسة مغر الحمام يصف لنا حال التعليم في المدرسة قبل النزوح بقوله: “في الفترة الأخيرة كان التسرب من المدرسة شعاراً، وكانت هذه الظاهرة متفشية جداً، وخاصةً في المناطق النائية، عملنا مع بعض الأساتذة والمعلمين على تحسين العملية التعليمية رغم عدم وجود دعم للمدرسة، لكنّ همجية النظام واستهدافه للمدرسة أكثر من مرّة بشكلٍ مباشرٍ؛ أدى إلى خسائر مادية وجعلنا نُعلق العمل قبل أن نقطف ثمار العام الدراسي.”
ويكمل: “قبل أن تشتد الحملة، لم نعلّق الدوام بشكل كامل، إنّما اختصرنا الحصص التعليمية لحصتين، الأولى في الرياضيات والأخرى في اللغة العربية، لكن بعد الاستهداف المباشر لسور المدرسة الخارجي تم تعليق الدوام بشكل كامل.”
ختامًا يقول الأستاذ وليد مدير مدرسة (مرعيان للإناث):
إنّ الحقل التعليمي أشدّ الحقول حاجة للدعم النفسي والمادي، فالمعلم هو مربي الأجيال التي ستبني الأمة، والتي بتسربها وانشغال المعلم بقوت يومه في ظلّ هذه الحرب، سنستيقظ يوماً ما على قنبلةٍ أشدّ من قنابل النظام الهمجي وحليفه الروسيّ، ألا وهي قنبلة الجهل المتفشي، بين مجتمع أميٍّ لا يعرف أن يكتب ويقرأ اسمه.