الكاتبة رانيا محيو الخليليعندما أشاهد مؤتمر مانحين وداعمين لمساعدة اللاجئين السوريين، أتساءل: أين هم الداعمون والمانحون ﻹعادتهم إلى أوطانهم كي ﻻ يبقوا ﻻجئين عند اﻵخرين؟أنا لم أزر المخيمات السورية في لبنان، لكن يكفي أن أسير في شوارع بيروت كي أرى حجم الكارثة اﻹنسانية التي تدمي القلب وتؤذي الضمائر الحية.ﻻ داعي للتحدث عن تلك المشاهد وﻻ تصويرها حفاظاً على ما تبقى لهذا اللاجئ من كرامة.لكن كيف ستصرف تلك الدول مساعداتها؟ سيما في لبنان؟إنَّ وضع اللاجئ السوري في لبنان مخيف، حتى أنَّ المدارس مُنعت عن الطلاب السوريين، ﻷنَّهم أصبحوا بحاجة إلى كفيل لبناني، وبالتالي فإنَّ ولي أمر الطالب السوري لم تعد له صفة.حتى لو رصدوا لهم أموال الدنيا و مساعداتها فإنَّها لن تغنهم عن وطنهم وأرضهم وبيوتهم شيئا.ﻻ تعطوهم أمواﻻ وﻻ طعاما وﻻخياما، فقط أعيدوهم إلى وطنهم.كفاكم تسوﻻ باسمهم وﻷجلهم. هل من المعقول أنَّ بلدان العالم مجتمعة بقدراتها وثرواتها وقواتها وترساناتها ليس بمقدورها إنهاء حرب في بلد عربي شرق أوسطي، ووقف النزف الحاصل فيه من سنوات؟!تمنيت سماع رئيس دولة واحد في اجتماع الدول المانحة سواءً كان عربياً أم غربيا يصرح بأعلى صوته وبكل وضمير: “امنحوهم وطنهم، هم بحاجة إلى وطن فقط”بيد أنَّ المنح تثير جلبة، فتُخفق لها الجيوب التي مهما تكدست لديها اﻷموال ﻻ تشبع وﻻ تكتفي.ويبقى العجز حجة من يريد البقاء مغلوبا على أمره. امنحوهم وطنهم، هم ﻻ يحتاجون إﻻ إلى وطنهم.بإمكانكم ذلك يا دول الشرق والغرب لو أردتم حقاً ذلك!