معظم حضارات العالم المتقدم أو الذي يعتقد نفسه متقدما وتسوده الحريات والديمقراطيات المناسبة لشعبه ويتغنى بها، تناسى أنَّ الإسلام ضمِن وطبّق الديمقراطية والشورى والحرية، ومنع العبودية والرق على كلِّ الشعوب، ولم يخصص نفسه بها، قال صلى الله عليه وسلم ” ﻻ فرق بين عربي أو أعجمي إﻻ بالتقوى “.
المطبقون اليوم للحريات يريدون تصديرها لنا، فهي ديمقراطية الغابات؛ لأنهم يفرضونها علينا بأسلوب القوة ﻻ بطلب شعوبنا، وطبعا هي ليست كالتي ستطبّق على شعوبهم، فالجمعيات العالمية والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية التي أنشؤوها تطبِّق على شعوبها ما ذكرنا؛ لحمايتها وحفظ حقوقها، وتتناسى الشعوب الأخرى … فالشعوب المطبِّقة لها دولها تملك القوة والمال والسيادة، وأماكن عدم تطبيقها دول فقيرة وضعيفة وتابعة، وبالتالي تحقق لشعوبها الأمن والأمان والحرية والتعبير والعدل، بينما تطبق على الشعوب الأخرى عدل وديمقراطية وأمن ما يناسب مصلحتها واستمراريتها وهيمنتها على مقدرات الشعوب الاقتصادية والفكرية والعسكرية، وبالتالي التبعية الكاملة لضمان عدم خروجها من تحت جناحها كيلا تستيقظ من سباتها، فمثلاً تحدث حادثة تؤدي إلى مقتل أفراد من دول السادة، فتقوم الدول القوية والفقيرة بمتابعة الفاعل ومعاقبة دولته ودول مماثلة لها في الدين واللغة والمعتقد، بينما يقتل أكثر بكثير من الدول التابعة فلا يحرك ساكن لأجلهم، كما يحدث من حرق للمسلمين في بورما وميانمار والعراق وسورية وغيرهم الكثير، وكان هناك تقسيم لشعوب العيش والقيادة، ولشعوب الموت والعبودية، وللدول القوية عدم تطبيق الإجراءات القانونية العالمية عليها، وعدم الملاحقة لمجرميها من أفراد ودول، وباقي الدول تصنع لهم تهما لبقائهم تحت السيطرة، وهذه الدول هي ممن ينتمون للدين الإسلامي.
وللأسف الشديد معظم قادة الدول الإسلامية ترضى لشعوبها ولنفسها هيمنة تلك الدول على مقدراتها بحجة الغلبة للأقوى، ونسي القادة التابعون أنَّ الغلبة للأتقى وليس للأقوى.
فقط اتركوا شعوبكم تقرر مصيرها وتطبق دينها الذي أنصف كلَّ الناس، بقول المصطفى: ﻻ فرق بين عربي أو أعجمي إﻻ بالتقوى، والقوي بتقواه خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، فمجرد تطبيق ديمقراطيتهم وحريتهم علينا فهذا سيمدد بقاءنا تحت رحمة مصالحهم ودينهم، ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم، وخنوعنا لن يزيدنا إﻻ بعداً عن ديننا ومصالحنا، ونهوضنا وإعادة المارد ليقود العالم بالعدل والمساواة والمسامحة، وهذا من دون أمثلة وغيض من فيض للواقع المؤلم الذي نعيشه .
فاروق عبد السلام