كثيرًا ما نشمئز من كلام البعض في تركيا من المحسوبين على طبقة المثقفين الذين مازالوا يعيشون على عقلية وتفكير حزب البعث في سورية، ومازال شبح الرهاب الأمني والحبس السياسي ومناصرة الحزب الواحد دون سواه كما كان يحصل بسورية، هو المُسيطر عليهم وهاجسهم الذي لا يفارق تفكيرهم.
نصادف آراء كثيرة من السوريين المجنسين حول الانتخابات في تركيا التي ستجري في 24 حزيران الجاري، لكن أن يصل بهم الأمر إلى نشر ثقافة وفكر حزب البعث في تركيا فهذا لم يخطر على بال أحد مطلقًا، ولم يتوقع وخاصة من قِبل شخصيات مرموقة ومحسوبة على الثورة والحرية والانفتاح السياسي، كالقضاة والمهندسين والمحامين .. إلخ، إذ إنهم يحاولون بثّ الخوف والذعر بين المجنسين حديثًا، في بلد لا يعرف التضييق السياسي ولا الأمني، لكن بحسب تربيتهم البعثية فقد حملوا على عاتقهم قضية الترهيب وإرغام المجنسين على المشي بطريق واحد، وإغلاق المجال أمام الطرق الأخرى، في خطوة قد تكون عادية بالنسبة إلى ثقافتهم الديمقراطية التي لا تعرف من الحريات شيئًا مع الأسف.
نحن هنا لا نهاجم حزب العدالة والتنمية، ولا ندافع عن الأحزاب الأخرى، وإن كنت من مناصري حزب العدالة والتنمية، ولم أنتمِ لأي حزب سياسي في تركيا حتى الآن، لكن البعض حمل على عاتقه راية الترويج والإعلان لأحزاب وشخصيات كأنه مجلة إعلانية أو قناة ترويجية.
لا تحاولوا التطرّف والانغلاق في بلدٍ يعتبر الأول عالميًا في الانفتاح والنهضة والتطور، بل اتركوا لأفكاركم حرية الطيران والتنقل والتعرف على كافة الآراء والتوجهات التي تحملها الأحزاب والشخصيات السياسية حتى وإن كان حزب العدالة والتنمية هو الأفضل بكل شيء من ناحية سياسته وخططه المستقبلية، لكن هذا لا يعني مسح وتهميش الأحزاب الأخرى ولا يمنع من الاطّلاع عليها وعيش التجربة الديمقراطية التي ناضل الشعب السوري للحصول عليها، وهؤلاء المجنسون هم من نسيج الشعب السوري الذي ناضل وعانى الأمرّين حتى استطاع الآن خوض انتخابات نزيهة وديمقراطية، وإن كانت خارج موطنه الأصلي، قد تُعيد الحياة له والعيش بحرية بعيدًا عن الرقابة والقيود الأمنية على رأيه السياسي والفكري.