المرسل: أحمد دايةالسلام عليكم وتحية طيبة إلى العاملين في حبرنشرتم في العدد السابع والتسعين تقريرا عن الزواج المبكر في سورية بعنوان (الزواج المبكر ألم مبكر)، وواضح أن التقرير من العنوان يصرح برفضه لهذا النوع من الزواج الذي لم يوضح توضيحا دقيقا متى تطلق عليه صفة مبكر!يحتوي التقرير من وجهة نظري على جملة من المغالطات التي استطاعت وسائل الإعلام أن تبثها في مجتمعنا، من ذلك أن الزواج قبل إكمال التعليم يؤدي إلى توقفه، والنظر إلى الشباب المفعم بالعنفوان على أنهم أطفال أو مراهقون لا يستطيعون أن يديروا بيتا ولا يفقهون الزواج وأدبياته. وقد جاء ضيفكم الكريم ببعض المشكلات العامة التي قد تحصل بين الزوجين وربطها بالزواج المبكر، من ذلك عدم تحمل الزوجين الأعباء الاجتماعية والاقتصادية على حد قوله.يقول البروفسور هاردن أستاذ علم النفس “إن الزواج المبكر لا يضر كما يعتقد البعض وخاصة بين طلاب وطالبات الجامعة، إن الظاهرة التي يشاهدها الناس في الجامعات هي ظاهرة طبيعية ومفيدة، فالطالب المتزوج يدرك قيمة مستقبله.”اسمحوا لي متكرمين أن أعرض باختصار جانبا أغفله التقرير، وهو رأي الشرع في الموضوع:ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابنة ست، وبنى بي وأنا ابنة تسع.والزواج المبكر محل إجماع نقله كثير من أهل العلم على جواز تزويج الصغيرة البالغة، وأن الذي يتولى تزويجها أبوها، وزاد الشافعي وآخرون الجد من جهة الأب أيضًا. مع الإشارة أنه لا يعني أن تزف الفتاة أو يبنى عليها وهي غير قادرة على تحمل الوطء.
وأما أعمال الصحابة فالآثار الدالة على اشتهار الزواج المبكر بينهم من غير نكير كثيرة، فلم يكن ذلك خاصًا بالنبي صلى الله عليه وسلم كما يتوهمه بعض الناس، بل هو عام له ولأمته.
وتقبلوا مني فائق الاحترام..
الرد والتعليق:
نشكر السيد أحمد داية على مراسلته وإضافاته وتنبيهاته، وتؤكد حبر احترام آراء قرائها وفتح المجال لهم للتعبير والمشاركة.