نشر معهد الدراسات الأمنية والاستراتيجية “ستراتفور” تقريراً يتناول أبرز التوقعات السياسية والاقتصادية العالمية، خلال العقد القادم، وبحسب التقرير، الذي وضعه محللون دوليون في شؤون الاستخبارات السياسية والاقتصادية، فإن العالم سيكون خلال العقد القادم، مكاناً أكثر خطورة، مع تلاشي قوة الولايات المتحدة، وتفكك الاتحاد الروسي، وسقوط العديد من الدول العربية ودول أخرى بارزة، وانتشار حالة من الفوضى والتراجع.حيث يعتقد الخبراء أن قوة الولايات المتحدة على الساحة العالمية سوف تضعف على مدى السنوات الـ 10 المقبلة، ويعتقدون لأنه لهذا السبب سوف يصبح العالم بعد 10 سنوات من الآن “مكانا أكثر خطورة”، مع انحسار قوة أمريكا كقوة عظمي اقتصاديا وسياسيا.
ويقول خبراء المعهد أن هناك نمو اقتصادي وارتفاع في إنتاجية الطاقة المحلية، ولكن هناك بالمقابل تراجع للصادرات، وصعوبة في القدرة على تحصين نفسها ضد الأزمات في العالم.
وتوقع أتقرير “أن تظل الولايات المتحدة القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية الكبرى في العالم، ولكنها ستكون أقل انخراطا في مشكلات العالم مما كان في الماضي“، كما تشير التوقعات.
الضعف الروسي
ويقول التقرير: “نتوقع أن تضعف سلطة موسكو إلى حد كبير، مما يؤدي إلى تفتيت الاتحاد الروسي بصورة رسمية وغير رسمية“، مضيفا، “إنه من غير المرجح أن يبقي الاتحاد الروسي بشكله الحالي علي قيد الحياة“.
ويشير لأن “أمريكا سوف تستخدم جيشها من أجل تأمين الأسلحة النووية في روسيا لأنه سيكون هناك فراغ كبير في السلطة ومخاطر على البنية التحتية للسلاح النووي الروسي“.
بحسب تقرير “ستراتفور”: “سوف يتعين على الولايات المتحدة التدخل حتى لو كان ذلك يعني ارسال قوات برية لتأمين الأسلحة النووية والصواريخ الروسية، فواشنطن هي القوة الوحيدة القادرة على معالجة هذه المسألة، لكنها لن تكون قادرة على السيطرة على أعداد كبيرة من المواقع العسكرية وضمان ألا يتم تشغيل أي صاروخ في هذه العملية“، وفقا لتوقعات التقرير خلال العقد المقبل.
ويقول: “سيتعين علي إما التدخل عسكريا في روسيا لضمان عدم إطلاق الصواريخ النووية من أي قوي مارقة، أو محاولة دعم تشكيل حكومة روسية مستقرة وقابلة للحياة اقتصاديا في المناطق التي يوجد بها صواريخ“.
تركيا المستفيد الأكبر
ويتوقع التقرير، أن تصبح “أنقرة وواشنطن” حليفين وثيقين، بالتزامن سقوط العديد من الدول العربية، ويقول إن “الفوضى لن تنتهي من الشرق الأوسط في المدى القريب وستكون تركيا هي المستفيد الأكبر من هذه الأوضاع“.
ورغم تردد تركيا في التدخل بالصراعات التي تحيطها في سوريا والعراق، إلا أنها ستصبح شريكاً لا غنى عنه للولايات المتحدة، لحفظ الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، مقابل مساعدة واشنطن أنقرة لإنشاء قواعد عسكرية في أرمينيا المجاورة.
ويقول التقرير أن “تركيا بحاجة إلى تدخل الولايات المتحدة لأسباب سياسية وعسكرية، والولايات المتحدة لا تتوقع أن تتولى تركيا خوض الحروب بالنيابة في الشرق الأوسط“.
كما ذكر التقرير توقعات عدة تتحدث عن انقسام الاتحاد الأوروبي، وانتكاسات اقتصادية في ألمانيا، وظهور قوة كبيرة لبولندا على الصعيد الاقتصادي تمكنها من لعب دور دولة كبرى في أوروبا، كما تطرق للوضع الصيني الذي سيشهد انكماشاً بشكل عام، وربما تشهد القارة الصينية انقسمات حادة، بينما ستعود اليابان كقوة بحرية ضاربة .