طرق جابي المياه باب بيتي وأعطاني وصل مخالفة وقال: لديك ثلاثة أيام من أجل دفع المخالفة المترتبة عليك بسبب تأخرك عن دفع فاتورة الماء، فقلت له: لن أذهب، ولن أدفع، وعندما تأتي الماء بشكل جيد وتكون ساعات الضخ معقولة، وعندما يصل الماء إلى الطوابق العليا، أدفع الفاتورة، هكذا تكلم أبو عمر.!
يعارض معظم الناس في مدينة إدلب دفع فاتورة الماء، وهي 1000 ل.س شهرياً مقابل إيصال الماء إلى بيوتهم عن طريق الشبكة العامة، حيث تأتي بشكل غير منتظم ثلاث مرات في الشهر تقريباً بعدد ساعات قليلة نسبياً، ويقولون الناس: هناك منظمات تدعم المياه، فلماذا ندفع رسوماً لشركة المياه؟!
التقينا (عبد الحميد) رئيس الجباة ومعاون مدير المشتركين في مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي، يقول: ” اتبعنا عدة طرق للجباية منها عن طريق مكاتب الأمبيرات، لكن لم يكن هناك تعاون بالنسبة إلى مكاتب الأمبيرات ولم يكن هناك نعاون من الناس، وكانت نسبة الجباية قليلة قياساً على عدد المستفيدين.
بشكل عام لا يوجد تقبل لفكرة الجباية عند الناس، ومعظمهم يتعاملون مع الجابي بطريقة سيئة، ويقابلونه بالسب والشتم، وهناك من يحاول ضربه أيضاً، وهنا في المديرية يأتون إلينا ويشتموننا! نعم يوجد عندنا تقصير في موضوع الضخ، وهناك كثافة سكانية، لكن هذا خارج عن إرادتنا.
يعتقد الناس أن المياه يجب أن تكون بالمجان، ويعتقدون أن بعض المؤسسات تدعم جميع تكاليف المياه، لكن فعليا حتى الجباية لا تغطي أجور الموظفين!.
بالنسبة إلى المخالفين المتأخرين عن دفع الفواتير يقوم الجابي بإنذار المخالف بوصل، ثم يمهل المخالف بعد تعميم مدة دفع رسوم الدورة للشهر، وبعدها يتم إحالة جميع المخالفين إلى قسم الشرطة، ويقوم القسم بتغريم المخالف غرامة تعزيرية نصف قيمة الفاتورة”.
التقينا أيضاً (أسامة أبو زيد) مدير عام مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي في مدينة إدلب: ” الجباية حتى الآن لم تصل إلى 30% من كتلة الرواتب، ونلجأ إلى تغطية هذا العجز.
بالنسبة إلى الدعم الذي يأتي إلى مؤسسة المياه من المنظمات وخاصةً منظمة (جول) فإنها أنهت عقدها السابق الذي يشمل كلفة تشغيلية من المازوت لمحطتي سيجر والعرشيني بالإضافة إلى أجور 30 موظفا فقط في مدينة إدلب.
تم رفع أكثر من مقترح لمنظمة (جول) لزيادة عدد ساعات الضخ، لكن للأسف رفضت العمل مع المؤسسة، وطالبت أن يكون الخطاب من خلال المجالس المحلية.
اليوم بلغ عدد موظفي المؤسسة 700 موظف، بعضهم مدعوم من منظمات كمنظمة جول التي تدعم وحدة دركوش وسلقين وحارم بالإضافة إلى جزء من موظفي مدينة إدلب، حيث بلغ عدد الموظفين المدعومين من منظمة جول 200 موظف فقط، أما باقي الملاك العددي يقع على عاتق المؤسسة العامة لمياه الشرب.
كتلة رواتب الموظفين في مؤسسة المياه تقدر بـ 15 مليون ل.س
مع وجود محطات غير تابعة للمؤسسة، وعندما يتم إتباعها للمؤسسة ستصل كتلة رواتب الموظفين إلى 20 مليون ل.س.
بالنسبة إلى الجباية نحن نتوقع أن يكون عدد المشتركين من 30 إلى 40 ألف، لكن أكبر مبلغ استطعنا جبايته هو 8 مليون في الشهر العاشر من السنة الماضية رغم وجود 40 ألف مشترك، وإذا دفع جميع المشتركين فاتورة المياه فإنها لن تغطي تكاليف المؤسسة، خاصةً بعد ارتفاع سعر المازوت وتوقف الكهرباء؛ لأن التكلفة الكلية للرواتب والضخ والصيانة لمحطة سيجر والعرشيني تصل إلى 60 مليون ل.س علماً أن الضخة الواحدة في اليوم لمدينة إدلب تحتاج إلى 3300 لتر مازوت.
ونظراً لوضع بعض العائلات الفقيرة، تم تشكيل لجنة استجابة سريعة لإعفاء الفقراء من رسم جباية المياه والنظافة والكهرباء أيضاً”.
لماذا لا نتعامل مع جابي المياه باحترام كما كنا نتعامل معه قبل الثورة؟! وهل كنا نأخذ الماء بالمجان سابقاً؟! ولماذا يعترض البعض على دفع مبلغ 1000 ليرة في الشهر لقاء ضخها له ثلاث مرات إلى منزله شهريا ويذهب ليدفع 1000 ل.س لصاحب خزان الماء لقاء700 لتر ماء؟!