تقرير: عمر عرب من خلال رصانة قلم وجرأة كلمة وأناقة عدد استطاعت صحيفة “حبر” أن تصل إلى مئة عدد من إصداراتها بكل قوة واحترافية في الأداء والعمل، لقد تمكنت من تسليط الضوء على مختلف جوانب الحياة التي يعيشها الناس، مواكبةً الأحداث والتطورات المتسارعة على الأرض بتفاصيلها وجزئياتها، مستحضرةً في كل عدد من أعدادها مشاكلَ الناس وهمومهم من كافة النواحي الصحية والخدمية والاجتماعية. إلخ، مع محاولة طرح الحلول الممكنة لها إن وجدت، فتمكنت من إيصال أصواتهم للجميع والتعبير عمَّا يريدونه، كما أنَّه لم يغب عن “حبر” تغطية ورصد الأحداث العسكرية الجارية على أرض الواقع من قبل جميع الأطراف المتنازعة، وإيضاح أهميتها وأبعادها ونتائجها.سيتناول تقريري هذه المرة “حبر” بشكل خاص، وسيكون مختلفاً بعض الشيء عن التقارير السابقة التي قدمتها، حيث إنَّه سيكون معنياً وموجهاً إلى القائمين على الصحيفة التي أعمل فيها، فما هي أهم أهداف الصحيفة؟ وهل بالفعل تمكنت من تحصيل النتائج المرجوة؟ وهل استطاعت أن تكَّون حاضنة شعبية لها ومتابعين من خلال ما تقوم به؟عن ذلك يتحدث رئيس التحرير: ” بصراحة نحن نعيش في زمنٍ تبحث فيه الكلمة عمّن يحررها من الأسنان التي تعلكها، وتبحث فيه الأقلام عمّن يحررها من الأصابع التي لا تفرّق بين السيجارة وقلم الحبر، انظر إلى معظم الإعلام المقروء اليوم، تدليس و(بياخة)، أحلام وأوهام، أطفال تبصق على بعضها وتتراشق بالحجارة على الورق، عري وسقوط أخلاقي، محاولة تجميل الوجه العلماني الذي يقف أمامه خبراءُ التجميل صامتين عاجزين حائرين!مهمتنا تحرير الكلمة من (كُتَّابٍ) أصواتهم مزوّرة، وحناجرهم مزوّرة، وشفاههم مزوّرة، وحروفهم تُغتَصَبُ كلَّ يومٍ على الصفحات البيضاء!الكلمة أرقى وسيلة يتصل بها الإنسان بالإنسان، إنَّها تحمل بصمات أصابعه ونبرات صوته وبريق عينيه، فلا بدَّ من حفظها وخدمتها وفتح الطريق لها، وإزالة السواتر وكسر الحواجز من أمامها، وهدم نقاط التفتيش على رؤوس صعاليكها إن أوقفوها وطلبوا منها تأشيرة المرور.
ندرك في (حبر) قيمة الصحافة ودورها في التغيير ونسعى إلى أن تكون حاضرة بيننا، لتعكس الواقع كما هو، بحرارته وبرودته، بتوتره وارتياحه، بنزقه وهدوئه، بترحه وفرحه، من غير أن تحول دونكيشوت وحماره الأعرج إلى قائدين عظيمين لم تنجب الأمة مثلهما!
لقد فتحت (حبر) قلبها للجميع، ترسل وتستقبل من متابعيها -الذين تفخر بهم- كتاباتهم وملاحظاتهم، فهي تعلم أن هناك أفكارًا في عقول الناس تحتاج إلى من يقرؤها ويتعرف إليها، وأنَّها إن لم تُصَبَّ على الورق ضاعتْ كما يضيع لون الوردة حينما يغمرها الثلج، وكما تضيع رائحتها بعد رحيل الربيع!ويضيف المحرر محمد ضياء أرمنازي: تختلف المواضيع التي أطرحها، فمنها ما يتعلق بهموم الناس المعيشية خاصة البسطاء، وهي الطبقة الفقيرة التي يكون جل اهتمامها بالحاجات اليومية، كتأمين الطعام والشراب والماء والكهرباء، وكذلك أهتم بالمواضيع التي تصحح المفاهيم الاجتماعية والدينية المغلوطة، فأسلط الضوء عليها وأحاول توجيه القارئ إلى الحكم الشرعي الصحيح. أمَّا عن المواضيع السياسية الجديدة فأحاول مواكبة الأحداث وكشف اللبس فيها، وشرح ما غمض منها على القارئ، وأقوم بتعريتها وإظهارها على حقيقتها من دون تبرج.وتابع ظافر العمر المدير الإداري في الصحيفة:أخذت حبر على عاتقها منذ نشأتها في 2013 الوقوف إلى جانب المدنيين وإرسال صوتهم لأصحاب القرار كما سعت إلى رفع السوية الثقافية لديهم من خلال تنوع المواضيع من اقتصادية وسياسية واجتماعية، وكان للتحقيقات واللقاءات والتقارير الدور الأكبر في الوقوف على آخر المستجدات والتطورات على الساحة السياسة والعسكرية وتسليط الضوء على المواضيع الاجتماعية من خدمية وطبية واقتصادية،كما أخذت حبر على عاتقها إيصال معاناة الشعب السوري إلى العالم عن طريق المنصات الإلكترونية.ومن الناحية الإدارية سعت حبر منذ نشأتها على صدورها ضمن سوريا وإنجاز جميع مراحلها في الداخل السوري رغم ظروف الحرب وآلة القتل الهمجية لنظام فاشي، فجميع كادرها موجود في سوريا، كما أنَّ مراحل الطباعة تتم في حلب ومعظم الكتَّاب من المقيمين ضمن سوريا.ونسعى في المرحلة القادمة إن شاء الله إلى العمل على تطوير الصحيفة من خلال استقطاب كتَّاب من الدول العربية بالإضافة إلى اتساع انتشارها ورقيا في باقي المحافظات السورية، فحاليا توزيع الصحيفة مقتصر على مدينة حلب وريفها وريف إدلب الشمالي،كما نسعى دائمًا إلى إبقاء حبر صوت الناس الحر الذي يبث معاناتهم ويوصل رسائلهم ويقف بصفهم ضد الظلم.الأستاذ أحمد المدير العام للصحيفة أكد قائلاً: إنَّ حبر ستبقى صوت كل الذين آمنوا بها وآمنت بهم، وإنَّها لن تتخلى عن ثوابت الثورة السورية وقيمها، كما أنَّها تعتز بكونها جزءًا من منظمة بنيان التي تعمل على بناء الإنسان السوري وتعزيز قيمه وتمكينه في مختلف مجالات الحياة، وإعادة الألق الحضاري لسوريا المستقبل.لنا كلمة: حبر سوف تبقى الشعلة المضية لجميع الناس وسوف تكون منبرًا لجميع الناس يطلقون أصواتهم المطالبة بنصرة الحق والتوحد ورفع الظلم …. وسوف يكون لها في الأيام القادمة إنجازات أكثر تهدف إلى التوسع والانتشار وكشف جميع الحقائق والوقائع بموضوعية بعيداً عن التحيز.