غسان دنو |
استجابةً لشكوى من قبل الأهالي على مرفقات دورات المياه (المراحيض) في مدرسة (حطين) الكائنة في حي الجامعة، وما يعانيه أولادهم فيها، (صحيفة حبر) زارت المدرسة للتأكد من الأمر ونقل الصورة للمعنيين بمديرية التربية في إدلب والداعمين من المنظمات الإنسانية.
المديرة الجديدة للمدرسة الآنسة (فاطمة فرعون) حدثتنا عن صدمتها من حال المدرسة التي تسلمت إدارتها في 27 حزيران السابق، تقول: “ليست المرافق فحسب هي المشكلة الرئيسة، فنحن غالبًا لا نستخدمها، حتى الطلاب اضطر لإرسالهم مع المستخدم إلى بيوتهم ليقضوا حاجتهم ويعودوا، أحيانًا أرسل طفلين أو ثلاثة كل يوم، والبقية تعودوا أن يؤجلوا الأمر.”
وتضيف: “المدرسة بحاجة ترميم كامل، فبعض الجدران متشققة، وهناك جدار مهدم في الطابق الثاني، أخشى أن يقع على أحد الطلاب في الباحة إن لم يتم تدارك الأمر وإصلاحه.”
وتتابع وصف حال المدرسة:” أما الصفوف فجميها بحاجة دهان وصيانة لأبوابها وشبابيكها قبل قدوم فصل الشتاء، كما أن المدرسة تفتقر للمعدات اللوجستية كالإذاعة والكثير من الأدوات حتى القرطاسية، وما نجمعه من نشاط 3000 ل.س عند تسجيل كل طالب لن يكون كافيًا لتغطية هذه النفقات.”
أما الآنسة (إيناس زيداني) فكشفت لحبر عن تاريخ المدرسة عندما كانت طالبة منذ عشرين عامًا تقريبًا، حيث قالت: “في عام 2005 تم إبلاغ الكادر والطلاب بأن بناء المدرسة متصدع ويمكن أن ينهار، لذا تم نقلهم إلى مدرسة الحرية وقتها، ولم تدخل المدرسة في التعليم مرة أخرى حتى وقت قريب” في إشارة إلى ما بعد تحرير إدلب.
الآنسة (فاطمة ثلجة) تقول: “لا يوجد مقاعد للمعلمين في غرفتهم التي هي مخبر فيزياء بالمدرسة، فيضطر المعلمون لنقل مقاعد خشبية، ليجلسوا عليها خلال الاستراحة والاجتماعات، وهي أيضًا لا تكفيهم.” بالإضافة إلى الكثير من المشاكل كالسبورات المكسورة…
وبالعودة إلى المديرة (فاطمة فرعون) فقد ختمت اللقاء معنا بقولها: ” المدرسة تحتاج صيانة كاملة وإعادة تأهيل خاصة أسقفها التي تدلف المياه بموسم الأمطار، بحسب ما اطلعتني معلمة قديمة، بالإضافة إلى نقص بالكتب، والقرطاسية ، وكراسي المعلمين والطاولات، وغيرها من الأمور التي يجب توفرها للمعلم حتى يعطي بكفاءة أعلى، فالدعم المُقدَّم من منظمة (المناهل) يقتصر فقط على الرواتب”.
(أبو عبدو) المُستخدَم في المدرسة تحمس خلال حديثنا، وقال: “حتى المياه نحشدها شحادة، قبل يومين لمحنا سيارة البنفسج التي تملأ تزود المدارس بالمياه، ورجوتهم أن يملؤوا الخزان لدينا، كما أن القبو المجهز (الملجأ) فيه الكثير من الأثاث المهترئ وتنتشر بينه القوارض، ودورات المياه مصيبة بحد ذاتها، فهي بحاجة (تعزيل) من قبل البلدية، وصيانة جيدة خاصة أنها مشتركة بين المعلمين والطلاب والحارس المقيم بالمدرسة.”
بدوره مدير المجمع التربوي في إدلب الأستاذ (عبد الله العبسي) أطلعنا على واقع مرير، حيث إن المديرية تعاني متمثلاً من انعدام الدعم المادي، حيث أوضح ذلك وألقى التقصير على إدارة المدرسة السابقة، بقوله: “لا يوجد مصدر مالي خاص بمديرية التربية، وإن كان يوجد تقصير فهو من الإدارة السابقة للمدرسة.”
وأضاف” لذا تم استبدالها مؤخرًا بإدارة جديدة، وهي المنوطة بإعلامنا بمستلزمات المدرسة من احتياجات (صيانة، ألواح للتدريس، قرطاسية، كتب) ونحن بدورنا نقوم برفع ملف الاحتياجات إلى المنظمات والداعمين لتأمينها، والأمر نفسه بالنسبة إلى الترميمات.”
أما عن الخوف من انهيار المدرسة أكد (العبسي) أنه “في العام الماضي أرسلت منظمة بنفسج لجنة هندسية لفحص البناء، ورممت المدرسة وطلتها بكلفة قُدرت بين 16 و17 ألف دولار، ولو كان يوجد أي أعذار بالبناء من المؤكد سنعلم بالأمر عن طريق اللجنة الهندسية، حيث تم استلام العمل منهم عن طريق لجنة من التربية”.
الجدير بالذكر أن مدرسة (حطين) تمتلك عدة كتل تنشتر على مساحة كبيرة في حي الجامعة بمدينة إدلب، ويرتادها حاليًا بالفصل التعويضي 500 طالب، ويرجح أن يرتفع العدد إلى 800 مع انطلاق العام الدراسي الجديد، وهذا يضع إدارتها أمام تحدٍ كبير في ظل عدم وجود دعم مناسب.