محمد نور يوسف |
قامت إحدى معلمات الصف الثاني الابتدائي في مدينة أريحا بإعطاء طلابها وظيفة فيها عبارات تمجّد النظام وصورة عليها القائد الخالد حافظ الأسد!
أما في مدينة سراقب تظاهر أهالي طلاب الثانوي والبكلوريا من أجل إعطاء أبنائهم منهاج النظام الحديثة لكي يذهبوا ويقدموا الامتحانات في مدينة حماة!
وللوقوف على حقيقة الأمر قامت صحيفة (حبر) بزيارة عدد من المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية أثناء الدوام الرسمي في مدينة إدلب لتقصي الأمر من مديرِي المدارس.
(عبد المنعم السعد) مدير مدرسة عبد الكريم لاذقاني يقول: “في مدرستنا لم يحدث أن أُعطي هكذا نوع من الدروس، ونحن نوجه المعلمين في مدرستنا بعدم إعطاء أي دروس تمجد النظام، وهذا أيضًا بحسب التوجيهات التي تأتينا من المجمع التربوي.
في هذه المدرسة لا يوجد إدارة للنظام لكن يوجد أمين سر تابع له مهمته إدارية فقط، وموجه أيضاً مهمته مراقبة الغياب وضبط الأمور في المدرسة.”
(جميلة عبد الحميد الزير) مديرة مدرسة يوسف العظمة قالت: “نحن لم نتعرض لهذا الأمر، وقد سمعنا بوجوده في مدارس أخرى، وفي بداية كل عام نُجري اجتماعًا مع الكادر التدريسي والإداري ونتكلم بجميع المحظورات.
الكتب المطبوعة من قِبل مديرة التربية الحرة لم تكفِ الطلاب، لذا استعنا بكتب النظام، لكن أخذنا منها المحتوى العلمي وحذفنا المحتوى الذي يخص النظام.”
(مدير مدرسة البحتري مهند صوان) قال: “في مدرستنا التشاركية لم يحدث أن أُعطيت مادة تمجد النظام رغم أن جميع المدرسات والمدرسين هنا يأخذون رواتبهم من النظام، أنا فقط آخذ راتبي من التربية الحرة. وسبق أن نبهنا المدرسات والمدرسين بعدم إعطاء أي درس يمجد النظام.”
(محمد أمون) مدير مدرسة البراعم النموذجية الثانية: “طبعت التربية الحرة نسخًا معدلة تم فيها استبدال الدروس التي تخص النظام، ففي منهاج الصف التاسع في كتاب التاريخ صفحة 33 و34 كان يوجد درس عن حافظ الأسد استبدل بدرس عن الثورة في عام 2011، وفي كل مدرسة يوجد مشرف تربوي من قبل التربية الحرة لتنفيذ القرارات، وجزء من عمله مراقبة المناهج.”
(خالد الراعي) موجه اختصاص مادة الفيزياء والكيمياء في مجمع حارم: “حصلت في بداية العام الدراسي بعض التجاوزات بخصوص إعطاء دروس تمجد النظام، وأعتقد أن الحل هو إلغاء عمل مديرِي المدارس التابعين للنظام نهائياً إن استطعنا تأمين مديريِن بديلين، لأنهم يتكلمون بحضورنا شيء ويتصرفون بغيابنا شيئًا آخر وهم كُثر، وفي المقابل ثمة مديرُون تابعون للتربية الحرة لكن قسمًا كبيرًا منهم متطوع، والمتطوع ليس ملزمًا بدوام أو يكون مدرسًا معينًا يُكلف بأعمال إدارية، وبالمحصلة لن يكون صاحب قرار كامل إذا لم يُلغَ مدير النظام.”
وقد قمنا بزيارة نائب مدير التربية (محمد الحسين) الذي أفادنا بقوله: “نعم أُعطيت دروس تمجد النظام في بعض المدارس، لكن تبقى النسبة قليلة جداً لأنها جميعاً دون العشر حالات من أصل 1200 مدرسة على نطاق المحافظة، وهي حلات فردية من بعض المعلمين، وهذا مخالف للتوجيهات والتعليمات الصادرة من مديرية التربية، وهناك قرار صدر من مديرية التربية من العام الدراسي الماضي، تم التأكيد عليه عندما علمنا ببعض المخالفات هذه السنة.
جميع المدارس ملتزمة بقرار المنع، لكن هناك بعض الخروقات تم التعامل معها، ففي بعض الحالات تم فصل المعلم بشكل كامل، وفي بعضها عُوقب المدير والموجه، وهناك حالات كان فيها بعض المدرِّسين متطوعًا وفي بعضها تابع لتربية النظام.
إن السبب الرئيس لهذه المشكلة أن هناك كتب مطبوعة في مناطق النظام استعنا بها لإكمال النقص في عدد الكتب المطبوعة في المناطق المحررة لسد النقص الحاصل.”
هي حالات قليلة جدًا قياسًا على عدد المدارس، ولو تمَّ قص الدروس أو طيها من الكتب التي طُبعت عند النظام لسد النقص قبل توزيعها على الطلاب لما أقدم المُدرس على إعطائها حتى لو كان مؤيدًا للنظام، ولن نشكك في ولاء معظم المدرسين عندنا، لكن في الوقت نفسه يجب الانتباه على من يضمر التأييد للنظام أو يظهره فهم يدرسون أبناءنا.