صَرَختْ فلم يستجب أحد، إنَّها تحت الأنقاض، لقد توفيت، هل تعلم من هي؟ هي تلك الطفلة التي أبت أن تغادر منزلها وهي تحلم بطريق مدرستها المغطى بالياسمين.
على شفاهها كلمات لك أيُّها القائد، فقد كانت تستغيث، القذائف كالمطر، الطائرات تُغير، والناس في حالة تكبير.
أيُّها القادة:
هذا هو المشهد الذي يتكرر، هم لم يطلبوا منكم شيء سوى التنازل عن كرسي المحن والخوف والإغراءات والخنوع، وما اعتادوه منكم السيادة والجاه التي لم تدم لفرعون قبلكم، ويخافون عليكم من فجأة النقمة من واهب النعمة والجبروت.
عدوكم جمع لكم وخطط واستعد وأنتم بفرقتكم وعشوائيتكم تفرحون، داعمكم لن يبقى وبمجرد زوال مصلحته معكم وتغير استراجيته سيتخلى عنكم كما تخلى عن فصائل قبلكم، والعاقل من اتعظ بغيره.
قلنا في مقال سابق إنَّنا نمرُّ بمرحلة حرجة وخطرة، ويلزمها العدة والعتاد، فأين ومن ومتى سيكون الاستعداد؟ هل سيخطط القصاب والخياط والطبيب استراتيجية المرحلة الخطرة؟ هناك أكثر من 5000 ضابط منشق ينتظر فرصة ليقدم وجهة نظره وخبرته، هذا لو سُئل!
إلى كلِّ قائد خرج وهتف ” مالنا غيرك ياألله ” هل عرفت وقرأت وفهمت كلام الله؟ كيف حررت بأسلحة بسيطة وتفوقت بها! مع العلم أنَّ خصمك يتفوق عليك، ذلك لأنَّك صدقت بقولك فصدقك الله ونصرك، وعندما تخلينا عنها وذهبنا إلى الدوﻻر ومناصب الدنيا، فمتى سنعود فقط كما كنَّا ونطبق قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) وقوله تعالى (إنَّ الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنَّهم بنيان مرصوص)
فهل سارعتم بمبادرات لإخوتكم في الفصائل الأخرى لحقن الدماء، ولرسم الابتسامة الضائعة على وجوه الأطفال الذين همهم وخلاصهم وحدتكم وعودتكم إلى الله؟
أخوتي القادة: اجتمعت طوائف وأمم الكفر على شعبنا، الأصدقاء قبل الأعداء يتكلمون عنَّا ويخططون عنَّا، ويقسّمون بلدنا عنَّا، ولم نترك لأنفسنا أي مجال لاتخاذ قرار أو مجرد التفكير فقط.
من أخذ الكيماوي من النظام، ومن أعدم صدام، وعزل صالح، وقتل القذافي، قادر على أن يُدخل مساعدات ﻻ أن يلقيها من الجو، ولن أقول قادر أن يعزل بشار، لأنَّ الأمر بدهي عند أطفال سورية.
ما يهمني أنتم أيُّها الأبطال الذين قدمتم وضحيتم، ﻻ أريد أن تكونوا أداة بيد أعداء ديننا، فكلُّ واحد منكم راع ومسؤول عن رعيته، وكلٌّ منكم مسؤول عن تغطية شوارع بلدنا الحبيب بزهر الياسمين ليسلكه الأطفال الآخرون.
فاروق عبد السلام