معن بكور |
يُسجل يوميًا العديد من حالات سرقة الدرجات النارية في الشمال السوري، لا سيما في المخيمات نظرًا لاكتظاظها بالنازحين من مختلف المحافظات السورية، وصعوبة ضبطها أمنيًا.
(بشار البكري) أحد طلاب الطب في الجامعة الدولية للعلوم والنهضة بمدينة أعزاز يروي (لصحيفة حبر) ملابسات سرقة دراجته النارية عند عودته إلى بيت أهله في مخيمات أطمة، قائلاً: “ذهبت إلى البيت الذي استأجرته ومجموعة طلاب يدرسون معي لكي أقوم بتجهيز ما يلزمني من أغراض أثناء مكوثي بين أهلي؛ نزلت من على متن دراجتي ولم أقفلها، ولكن قمت بنزع المفتاح ووضعه معي؛ لم آخذ وقتًا في تجهيز أغراضي، نزلت من المنزل لأتفاجأ بعدم وجود دراجتي في الشارع حيث وضعتها، وكانت السرقة قد تمت أثناء فترة انقطاع الكهرباء في المدينة، حيث اغتنم السارق فرصة انقطاع الكهرباء عن كاميرات المراقبة الموضوعة في الشارع، ذهبت إلى المخفر في أعزاز لتقديم شكوى بالسرقة، وعلى الفور راجع المخفر إحدى كاميرات المراقبة التي في الشارع ذاته وكانت متصلة ببطارية منزل ولم تنطفئ أثناء انقطاع الكهرباء، لكن لم يظهر من السارق إلا ظهره، على الفور قمت بالشك بأحد السارقين، فقامت دورية من الشرطة في المدينة بإحضار المتهم والتحقيق معه ، وقد اعترف بسرقته، لكن أثناء عرضه على القضاء في المحكمة أنكر التهم الموجهة له وقال إنه اعترف نتيجة الضرب، وبحسب أقواله أخلى القاضي سبيله ولم أستطع أن أجد عليه دليلًا يدينه.”
أما (باسل الخالد) أحد سكان مدينة إدلب، سُرقت دراجته بشكل ظريف، على حد تعبيره، يقول: ” نزلت من على متن الدراجة إلى إحدى المحلات في سوق المدينة لإحضار بعض الأغراض للمنزل في آخر أيام رمضان، وتركت الدراجة مركونة جانب الطريق، وعندما عدت أيقنت أنه تم سرقتها، وبعد ما يقرب من الساعتين على السرقة، وإذا أحد الشبان الذين أعرفهم يصرخ: (باسل تعال إلى هنا لقد وجدت دراجتك) ذهبت إلى حيث أشار صديقي، فوجدت الدراجة مرمية جانب الطريق ولا يوجد فيها وقود وصوت جهاز الإنذار الموضوع فيها لا يزال فعالًا، أدركت أن السارق قد فضحه صوت الجهاز بعد أن ركبها فقام بركنها جانبًا ولاذ بالفرار خشية أن يتم اعتقاله لتعود لي دراجتي من جديد.”
وفي حديث لـ (حبر) مع ضابط في جهاز الشرطة ببلدة (كلجبرين) التابعة لمدينة أعزاز (رفض التصريح عن اسمه) قال: “لقد تم ضبط أكثر من خمسين حالة سرقة في المدينة وضواحيها، وكذلك تم تلقي عدة شكاوي من أهالي في البلدة وما حولها، وتم كتابة ضبط بجميع الدراجات المسروقة بعد إعطاء مواصفاتها لقيادة الشرطة في المخفر؛ وكثيرًا ما تم كشف عدة سرقات أثناء قيام البعض بتنمير الدراجة في فرع المواصلات في مدينة أعزاز.”
وأضاف (الضابط): ” قد كان يتم تهريب الدراجات المسروقة بعد تغيير ملامحها لكي لا تكشف إلى إدلب، وبالعكس.”
وأردف الضابط: “يُرجى من الشباب الذين يقومون بشراء أي دراجة نارية من أي مصدر، التعاون مع مديرية الأمن في أعزاز أو أي مخفر في القرى المحيطة وإعلامهم باسم الشخص البائع ومكان وجوده في حال كانت الدراجة مسروقة أو غير ذلك، حفاظًا على ضبط الأمن.”
يشار إلى أنه تم تشكيل دوريات ليلية ونهارية، بالإضافة إلى كاميرات المراقبة المزروعة على مفارق الطرق وجوانب الأسواق؛ لكشف حالات السرقة التي قد تتم في تلك الأماكن المكتظة بالسكان، وقد تم العثور على عدة خلايا عن طريق تلك الدوريات والكاميرات الموجودة.