تقرير : فارس الحلبييعمل النظام السوري على زرع الطائفية والتفرقة بين أبناء الشعب السوري من اليوم الأول لتسلمه الحكم، فكثيرًا ما حاول أن يشعل العداوة بين النصارى والمسلمين ليشغلهم بالصراعات، فيتسنى له حكم البلاد وسرقتها والطغيان فيها بعد أن يقتل الأقلية من المسيحين.وقد قام النظام بقصف منطقة السليمانية ذات التركيبة النصرانية في يوم الجمعة 10/4/2015م بصاروخ (فيل) تسبب بمقتل العشرات وسقوط عدد من الجرحى من النصارى والأرمن، لكن إعلام النظام وأعوانه وجهوا أصابع الاتهام إلى الثوار كونهم إرهابيين حسب وصفه، حيث إن مراسلة النظام السوري ظهرت في حي السليمانية مدعية قصف الإرهابيين تلك المنطقة، والملاحظ من خلال لقاءاتها التمثيلية مع بعض المدنيين أنهم يطالبون بنهاية الأزمة ورجوعهم إلى الحياة الطبيعية كما قال أحدهم ” ما بقي بدنا شي بس نعيش بأمان” مما يدل على ضعضعة الثقة بينهم وبين النظام على المدعي حماياتهم والدفاع عنهم.لكن ماذا نقول اليوم بعد وفاة ميشيل عبه جي المعروف بـ “أبي يوسف”، مدير دار مار إلياس للعجزة متأثرًا بجراحه التي أصيب بها جراء قصف حي المعادي بالبراميل المتفجرة في يوم السبت 11/4/2015م. مع العلم أن ابنه يوسف توفي قبله بسبب قذيفة هاون في حي السليمانية، ورفض أبو يوسف حينها أن يتهم الثوار وحمَّل النظام مسؤولية دمه، وقال: ” انتهى أجله الله يرحمه”.وفيما يحاول نظام الأسد رسم نفسه على أأترنىرنتىبةؤر ةةبنهربيخهلاتخقفتل03قعلةلاخ0قفسحبرهنه حامي الأقليات في سورية وصمام الأمان للسلم الأهلي والتسامح الوطني، فقد قمع بوحشية معارضة أي طيف من أطياف المجتمع، فاعتقل نصرانيين وناشطين في مجال حقوق الإنسان ومعارضين مسالمين، إلى جانب مهاجمة ومصادرة كنائس، وقصف مجتمعات الأقلية مثل يبرود، وقصف عشرات الكنائس، وقد هاجم بعضها، لأنها تقع في مناطق يسيطر عليها الثوار حيث تعرض دار مار إلياس للقصف بالبراميل المتفجرة.وبالمقابل نجد أن الثوار يراعون حرمة الأقليات التي تعيش معهم ويحترمونها ويحرصون على تأدية واجبهم تجاهها والقيام بحقوقها كما نص ديننا الحنيف، فالثوار هم الذين قاموا بدفن وإكرام أبي يوسف الذي عاش مع الثورة والثوار خلال السنوات الماضية، وفي هذا رسالة إلى العالم بأن الإسلام هو دين الرحمة، وأن الثوار هم من يقومون بحماية ورعاية الأقليات الذين يقتلهم النظام.وقد قامت الكتائب بحماية الطائفة النصرانية بعد تحرير مدينة إدلب حيث صدر بيان من أمراء جبهة النصرة بأنها تعِدُّ الطائفة النصرانية من أهل ذمة، وتعاملهم بأخلاق المسلمين حيث إن الجبهة ذهبت إلى بيوتهم وتفقدت أحوالهم وساعدتهم، وأمنت لهم الحماية، ووضعت حراسًا أمام الكنيسة لحمايتها من أي اعتداء أو تخريب من أية جهة.في حين أن النظام الأسدي، استهدف بيوت الجميع مسلمين ونصارى في إدلب بصواريخ الطائرات الحربية، الأمر الذي خلف جرحي ودمارًا في منازلهم، بجانب المستوصف العسكري، الأمر الذي دفع العديد من الأسر المسيحية إلى مغادرة إدلب خوفًا من البراميل المتفجرة.إن النظام يلعب بورقة الطائفية بطريقة إعلامية خبيثة، فهل يمكن للإعلام الثوري أن يقلب تلك الورقة لصالح الثوار ويثبت للعالم بأن النظام هو من يقتل جميع الطوائف من دون استثناء وهو من يسحب الثوار إلى المعارك الطائفية لإقناع الأقليات بأنهم في خطر كبير إن تقدم الثوار إلى مناطقهم، فيجذب عددًا كبيرًا من شباب الأقليات ليدافعوا عن مناطقهم ضمن صفوفه؟.