بقلم أبو عمر السورياسأل نفسك، ما هو أول إجابة ترددها بعد أن تسمع نصيحة أو نقداً يتم توجيه إليك. هل تقول: (صح .. ولكن … ) ثم تبرر لنفسك وتدافع عن خطأك؟ إذا كان الأمر كذلك فعليك أن تشعل صافرة الإنذار فوراً، فأنت تضيع الفرص من بين يديك.جاء في الحديث الشريف “الدين النصيحة” وذلك تعظيماً لشأن النصيحة في بناء المجتمع. كما جاء في الأمثال: النصيحة كانت بجمل. كناية إلى أن النصائح قد لا تقدر بثمن.بلا شك لا يحب الإنسان بطبعه أن يكون على خطأ، ومن الصعب عليه السماع إلى الانتقاد. لذلك يلجأ الإنسان فوراً إلى تبرير الأخطاء للناصح، ولكن ما عساه الناصح أن يفعل إن بررت الخطأ؟ يهز برأسه وينصرف عنك، فأنت تريد الإصرار على الخطأ ولديك تبرير لذلك.إن ذلك ينطبق على التعليقات الجارحة التي تأتي من الأعداء والكارهين والحاسدين، فعلى الرغم من الملاحظات القاسية التي يطلقونها تجاهك، إلا أنها تحمل في طياتها وصفاً مفصلاً للأخطاء، وبالتالي فرصة ذهبية للمبادرة بإصلاحها وتلافيها.لذلك في المرة القادمة التي تتلقى فيها النقد، أنصحك بالحذر من عبارة (صح ولكن) فهي السبب الأساسي في ألا تتغير، وألا تضيف لنفسك أمراً جديداً. أقترح عليك في المرة القادمة أن تستمع حتى النهاية، وأن تناقش الأمر في نفسك، وأن تستفيد مما يمكن الاستفادة منه. لا تفكر في الدفاع عن أخطاءك فذلك لن يعود عليك بالنفع أبدا.