اشتعل موقع تويتر بالتغريدات من العرب والمسلمين تعليقاً على الوسم (هاشتاغ) الذي أطلقه الناشط الحقوقي الجزائري أنور مالك على تويتر تحت مسمى “علمني فتح حلب” بعد الانتصارات التي حققتها الفصائل الثورية في معارك مدينة حلب لكسر الحصار عن الأحياء المحاصرة، حيث أشادت جميع التغريدات بتوحد الفصائل الذي كان العامل اﻷساسي في نجاح المعارك، حيث توحد أكثر من 27 فصيلا عسكريا بلغ عددهم ما يقارب 6000 مقاتلا أي ما يشكل نسبة 5% من عدد الثوار في سوريا.
فمنذ نهاية شهر رمضان الفائت أطبقت قوات النظام الحصار على الأحياء الشرقية داخل مدينة حلب التي يقيم بداخلها حوالي 350 ألف نسمة الأمر الذي اضطر لإعادة هيكلة الفصائل الثورية وتوحدها من جديد لفك الحصار عن أحياء حلب، وإلا سيكون الجميع بخطر، وسيتم القضاء على آمال شعب حلم على مدار ست سنوات تقريبا في نيل حريته وإسقاط النظام المجرم.
انطلقت في أوائل الشهر الثامن ملحمة حلب الكبرى التي توحدت فيها جميع الفصائل الثورية التي تضم مقاتلين من جميع المحافظات (حلبي، إدلبي، حمصي، حموي، ديري، شامي) حتى الأطفال داخل الأحياء المحاصرة ساعدوا في الحظر الجوي لمساعدة الفصائل من خلال إشعال الإطارات، ولم يمض أسبوع على بداية الملحمة حتى أعلنت الفصائل الثورية فك الحصار عن الأحياء المحاصرة، وكانت فرحة الناس “بالتوحد” أكبر من الفرحة بفك الحصار، فكلما توحدت الفصائل تحت راية واحدة كان الإنجاز كبيرا.
وكذلك منذ عام بعد توحد الفصائل الثورية في سوريا تحت مسمى جيش الفتح، استطاعوا تحرير مدينة إدلب من قوات النظام والميليشيات التابعة له، وحققوا انتصارات في ريف حلب الشمالي والجنوبي.
إنَّ الاقتتال بين الفصائل الثورية يخلق تشتتا كبيرا فيما بينها، وهو سبب في إطالة عمر النظام المستفيد بالدرجة الأولى من هذا الصراع، أمَّا ساسة المعارضة المقيمين في الفنادق خارج سوريا لازالوا يختلفون على المقاعد والمناصب، بينما يتعرض الشعب لأشرس الهجمات وأعنفها من دول غربية وعربية.
كان التفرق بين معارضي الداخل والخارج ذريعة لدول كثيرة في التدخل بالشأن السوري سواء على الأرض أم في السماء التي بدلا من أن تمتلأ بأسرب الحمام بدت كأوتوستراد دولي لطائرات دول العالم ( السوري والروسي والتحالف وأحيانا الإسرائيلي) فتفرغ صواريخ الموت فوق رؤوس المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام بحجة القضاء على الإرهاب، فيقتلوا ويدمروا على مرأى ومسمع الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان دون أي إدانة، وتصول وتجول في سمائها حتى باتت تحتاج إلى شرطي مرور ينظم حركة سير الطائرات كي لا تصطدم ببعضها بسبب الازدحام.
لاتزال بعض الجبهات في سوريا متوقفة عن العمل بسبب الاقتتال الموجود بين الفصائل، كجبهات حوران وبعض جبهات الغوطة، وبعض الفصائل في الشمال السوري، الأمر الذي يطيل في عمر الثورة السورية ويزيد في همجية النظام وقتله للأبرياء بسبب تلك الخلافات، فأين القادة من داريا ومضايا والزبداني وباقي المناطق واﻷحياء المحاصرة التي تباد بالبراميل المتفجرة وباقي أنواع الأسلحة بشكل يومي؟!
بين صراع الجبابرة، من قيصر وسلطان وأمير وخليفة على الأرض وفي السماء، يقتل المئات بشكل يومي في سوريا بمجازر تصبح في اليوم التالي طي النسيان، ليتحولوا إلى أرقام على عداد المرصد السوري، كم هو مسكين الشعب السوري الذي حلم بالحرية والتغيير فعاندته قوى الأرض، ليعاني شتى أنواع الظلم من قتل وتعذيب بالمعتقلات وتشريد في كل أصقاع الأرض، إلا أنَّ من تبقى منه داخل سوريا لازال يصر على تحقيق حريته.
كثرة الرايات مهلكة للثورة ولقادة الفصائل، أقول: أنصفونا بوحدتكم، فتفرقكم يقتلنا، كفاكم خلافات وإراقة المزيد من الدماء، وتعلموا درسا من فتح حلب وإدلب و” اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”.
سلوى عبد الرحمن