يخوض المجاهدون اليوم على امتداد سوريا معارك ضارية ضد المحتل الروسي، ولا يبدو تحقيق النصر في أيٍّ منها أمراً سهلاً، فكثافة النيران وتطور سلاح الجو، والضربات المركزة إلى جانب سياسة الأرض المحروقة، جعلت المشهد اليوم يبدو وكأنه أصعب ما يمكن أن تمرّ به هذه الثورة .
ولكن ماذا بعد ؟؟؟ الأرض مفتوحة على كل الاحتمالات بما فيها خسارة مساحات واسعة كانت تسيطر عليها المعارضة، إضافةً لتعثر جميع الجهود الدولية التي كانت من الممكن أن توصل إلى وقف لإطلاق النار .
أريد أن أكون واقعياً في نظرتي للأمور، ولست ممن يهوى التفاؤل الفارغ، ولكن مهما كانت النتيجة هل يمكن أن نتحدث عن نصرٍ يحققه النظام؟؟ بالمجمل .. لا أظن ذلك .. وما يجري في نبل والزهراء ليست سوى احتفالات جوفاء يراد منها بث العزيمة في نفوس من تبقى من جنود النظام، وطرح أوراق جديدة على طاولة المساومة .
الكل صار يعرف أن النظام بات منهاراً، والروس والإيرانيون والمرتزقة هم من يقاتلون بدلاً عنه، والصور التي بثها النظام من نبل تبين بوضوح لمن تابعها أن جميع الجنود الذين دخلوها تقريباً ليسوا سوريين وهؤلاء يقاتلون في سبيل مكاسب آنية، ولا يقاتلون من أجل النظام حقيقةً، أما الإيرانيون والروس فهم يقاتلون من أجل فرض نفوذهم في المنطقة، وليس من أجل بقاء النظام .
علينا أن نحسن اختيار ضرب المصالح ومناطق النفوذ إذا أردنا إيلامهم، أكثر من حرصنا على القتال من أجل مساحات واسعة لا فائدة منها، مع الـتأكيد على ضرورة الاهتمام بطرق الإمداد وحرصنا على أن لا يتم قطعها. وسترون أنهم سيبدؤون بالرضوخ لشروطكم . فقط اضربوا مصالحهم، وخذوهم للمعركة التي تريدون، ولا تنجروا وراء معاركهم الخاوية التي يريدون منها إلهاءكم عن أهدافهم الحقيقة .
لا اقصد بالضرورة المعركة الأخيرة، ولكن دعونا نفكر بما هو قادم بهدوء، فالأمس مضى وانقضى وله أهله، والحرب سجال …
المدير العام / أحمد وديع العبسي