عبد الكريم الثلجي |
يعمل المزراع طوال العام في أرضه، ليضع كل مايملك من إمكانيات وتكاليف لزراعتها، فيبدأ بالحراثة والأسمدة والسقاية والبخ بالمبيدات الحشرية ليصل إلى مرحلة الحصاد، لكن قذيفة غادرة من قوات النظام كفيلة بأن تحصد بنيرانها كفيلة بأن تقضي على حلم هذا المزارع الذي بقي طوال العام ينتظر هذا الموسم بفارغ الصبر والذي يعتبر مصدر رزقه الأول ليقتات منه هو وعياله، هذا حال المزارعين في جنوب حلب.
مع اقتراب موسم حصاد المزروعات في ريف حلب الجنوبي، وخصوصاً القمح والشعير، واستعداد الفلاحين لجني محاصيلهم، اشتعلت منذ عدة أيام حرائق في المحاصيل الزراعية جنوب حلب، آخرها حريق نشي البارحة في قرية (زمار) وقبلها حريق في قرى (بانص، ورسم الصهريج، ورسم العيس..) وسبق ذلك قبل عدة أيام حريق في قرية (زيتان، والخواري) الواقعة على الحدود الإدارية بين إدلب وحلب، ساعدت فرق الدفاع المدني الموجودة في المنطقة بإخماده بالتعاون مع المزارعين.
ناشطون أكدوا أن أغلب هذه الحرائق هو بسبب القصف المدفعي والصاروخي من قبل قوات النظام.
وفي حديث السيد “إبراهيم عكيدي” الناشط الإعلامي في قرية (زيتان) لصحيفة حبر: ” أن القرية تتعرض لقصف شبه يومي يستهدف أطرافها الشرقية، لكن منذ عدة أيام بدأت قوات النظام بالقصف المدفعي بقصد إصابة الحقول الزراعية لإحراق المحاصيل، حيث سقطت عدة قذائف في الأراضي الزراعية في قريتي خلصة وزيتان، مما أدى إلى نشوب حريق في حقل للشعير في محيط قرية زيتان، سرعان ما هرع الأهالي لإطفائه عن طريق فلاحة الأرض في محيط الحريق من أجل الحد من انتشاره، حيث تواصلنا مع مركز الدفاع المدني في بلدة الزربة الذي استجاب فوراً للنداء وساهم مع الأهالي في السيطرة على الحريق وإخماده، والخسائر احتراق قرابة 100 دونم من محصول الشعير.”
وتساعد فرق الإطفاء الموجودة مراكز الدفاع المدني في بعض المناطق المحررة، في إخماد تلك الحرائق، وتبذل مجهوداً كبيراً في هذا المجال، نتيجة قلة عدد سيارات الإطفاء في تلك المناطق، بالمقارنة مع الحرائق المندلعة يومياً، كما يقتصر وجودها على مناطق دون أخرى، مما يكلفها جهدًا كبيرًا في التنقل والوصول إلى المناطق البعيدة.
يعمل الدفاع المدني على تكريس جهوده وطاقاته للحد من الحرائق الناتجة عن القصف للحقول الزراعية أثناء الحصاد وارتفاع درجات الحرارة، وذلك بحسب المكتب الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بحلب.
وأشار الدفاع المدني بحلب عبر مكتبه الإعلامي: “أنه يقدم للأخوة المواطنين بعض الإرشادات في هذا الخصوص وهي، ضرورة إبعاد المواد القابلة للاشتعال عن الأراضي الزراعية، وعدم تشكيل تجمعات مدنية أو آليات أثناء جني المحاصيل تفادياً للاستهداف المباشر سواء بقصف مدفعي أو جوي، وعدم ترك المحصول بعد حصاده وتعبئته بأكياس في الأراضي الزراعية ونقلها بأسرع وقت إلى مناطق آمنة.
بالإضافة إلى ضرورة الانتباه إلى وجود قنابل عنقودية غير منفجرة أو مخلفات قصف سابق، وضرورة التخلص من الحشائش اليابسة على أطراف الطرقات القريبة من الأراضي الزراعية، وإبقاء جاهزية الجرارات الزراعية مع سكك الفلاحة على أهبة الاستعداد لاستخدامها حين نشوب الحرائق لعزل الحرائق بأسرع وقت.
هذا ويعمل المكتب الإعلامي في مديرية الدفاع المدني بحلب على طرح فيديوهات إرشادية للتوعية من حرائق المحاصيل الزراعية.
تأتي الحرائق لتضيف عبئًا جديدًا على المناطق المحررة التي تعاني من الويلات الاقتصادية وتدهور البنية التحتية وتفشي البطالة، وتعتبر الحرائق من الأمور الصعب علاجها، خاصة مع نقص الإمكانيات المتاحة التي تساعد في الحد من هذه الظاهرة.