سلوى عبد الرحمن |
تنشط صناعة الألبان والأجبان في بداية موسم الربيع من كل عام لوفرة حليب الأبقار والأغنام الذان يدخلان في تصنيعها بشكل رئيس، إضافة إلى صناعة السمن والزبدة. وتشهد الأسواق في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام ارتفاعًا ملحوظًا في أسعارها أدى إلى قلة البيع رغم انتشارها بشكل كبير لكثرة الأمطار خلال هذا الموسم.
“أبو يزن” نازح من مدينة حمص صاحب أحد محلات بيع الأجبان والألبان في مدينة إدلب يوضح في حديث له لـ صحيفة حبر: “هذا الموسم إقبال الناس على الأجبان ضعيف رغم وفرتها، والسبب ارتفاع أسعار كافة المواد الغذائية في الأسواق بشكل عام، فلم يعد الناس يشترونها بكميات كبيرة مقارنة بالأعوام السابقة لتخزينها واستهلاكها في الشتاء، والكميات التي يشترونها من الجبن قليلة قد تصل إلى نصف الكيلو أحيانًا”.
ومع تدني الرواتب وضعف القدرة الشرائية للمواطن، بات المستهلك يبحث عن بديل بسعر أقل ولم يعد يكترث لجودة المنتج، ويختلف سعر الألبان والأجبان باختلاف أنوعها والحليب المصنع منه فعلى سبيل المثال: (سعر كيلو الحليب البقري 200 ل.س، وسعر كيلو الجبن البقري يتراوح ما بين 900 و1000 ل.س، وسعر الجبن الغنم 1200 ل.س، أما الجبن المُشلل يتراوح سعره ما بين 1600 ل.س إلى 1800 ل.س، وجبن القشقوان 2000 ل.س، أما الجبن الذي يدخل حليب البودرة في صناعته فسعره 800 ل.س، ولبن الغنم 450 ل.س للكيلو الواحد، ولبن البقر 250 ل.س للكيلو الواحد، أما سعر السمن البقري وصل سعره إلى 2500 ل.س للكيلو الواحد، في حين وصل سمن الغنم إلى أكثر من 8000 ل.س للكيلو الواحد.
“أبو مجد” نازح من ريف إدلب يقول لـ حبر: “اشتريت الجبن مرات معدودة خلال هذا الموسم، بينما كنت سابقًا أشتري قرابة 70 كغ على الأقل مونة سنوية، لكن الوضع تغير خلال الحرب، فهنالك مواد غذائية عليَّ تأمينها كوجبة الطعام باعتبارها أهم من الجبن الذي قد تستهلكه أسرتي في يوم واحد، إلا أنني أعتمد على “لبن البقر” بشكل شبه يومي سواء في الطبخ أو إلى جانب الوجبات، وأحيانًا نقوم بتصفيته لتحويله إلى (لبنة) يتناولها الأطفال على الفطور بدلًا من الجبن الغالي بالنسبة إلينا”.
يؤكد الأطباء، أن مشتقات الحليب كالجبن واللبن تحتوي على العديد من العناصر التي تمنح جسم الإنسان القوة في مواجهة الكثير من الأمراض لاحتوائها على كميات كبيرة من الكالسيوم والبروتينات وفيتامين A وH ممَّا يعزز من قوة العظام وبنائها خاصة في مراحل النمو الأولى ولدى كبار السن ومصابي هشاشة العظام.
وبحسب “أحمد حارون” أحد مربي الأغنام ومصنع للألبان والأجبان في مدينة إدلب فإن ” كل 5 كغ ونصف غرام من حليب البقر ينتج كيلو غرامًا واحدًا من الجبن، في حين يعطي كل 3 كغ من حليب الغنم كيلو من الجبن.” ويضيف: “أحيانًا لا نتمكن من بيع كافة الحليب فنضطر لتصنيعه قبل أن يفسد فنصنعه جبنًا أو سوركة (شنكليش) ونبيعه بسعر 500 ل.س للكيلو الواحد”.
جمود كبير في عمليات بيع وشراء المواد الغذائية في أسواق الشمال السوري، الأمر الذي يؤدي إلى غياب مأكولات كثيرة عن موائد السوريين رغم حلول موسمها ووفرتها، كل ذلك بسبب الغلاء الذي لم يقتصر على الألبان والأجبان إنما نجده في اللحوم بأنواعها والفاكهة والخضار، ليصبح شراء الجبن من الرفاهيات التي لا حاجة لها لدى معظم السكان في ظل تدني الوضع المعيشي الذي وصل إلى تحت خط الفقر بنسبة 80% بحسب إحصائيات أممية.