معن بكور |
يعاني أهالي القرى المحيطة بمدينة (صوران) شمال حلب من مشكلة الكهرباء التي تكاد لا ترى إلا بعد أن يهجع الأهالي للنوم، مفتقدين حاجتها وقت الظهيرة لقضاء أعمالهم والتخفيف من موجة الحر التي تضرب المنطقة هذه الأيام، في إشارة إلى وعود مؤسسة الكهرباء بصوران بتحسين وضع الكهرباء التي “لا تسمن ولا تغني من جوع” على حد وصف أهالي قرية (إكدة) شمالي مدينة صوران.
“بالشتي موجودة، وبالصيف مفقودة” عبارة (مؤيد الحسين) من أهالي قرية (إكدة) الذي تحدث لـ (حبر) عن معاناته مع انقطاع الكهرباء الدائم، بقوله: “وعود مؤسسة الكهرباء بدوام تشغيل الكهرباء 24 ساعة دون انقطاع دفعتني والكثير من أهالي القرية إلى تركيب ساعات منزلية في منازلنا بغية العمل بأريحية ودون بذل الجهد في استخدام المولدات المعروفة بصوتها المزعج، فضلاً عن التكلفة الباهظة بأسعار الوقود والتصليح لها، ولكن ما إن جاء فصل الصيف حاملاً حره ولهيبه، حتى بدأت عملية التقنين من مديرية الكهرباء ناسفة آمال الكثيرين الذين عولوا على وجود الكهرباء بشكل دائم للقيام بأعمالهم دون عوائق، فاضطر البعض إلى تقطيع عمله على حسب مجيء الكهرباء ولو ليلاً أو بعد الفجر؛ لأن التقنين دائمًا ما يكون وقت الظهيرة عند لزوم وجودها لإنهاء الأعمال.”
أما (فؤاد إدريس) فتحدث لحبر قائلاً: “عندما ذهبت إلى شركة الكهرباء في مدينة (صوران) لشراء ساعة لوضعها في دكان الحلاقة الذي أعمل به أخبرني المسؤول أنه يجب عليَّ شراء ساعة عمل تختلف عن الساعة المنزلية وسعرها 900 ليرة تركي، أي أكثر من الساعة المنزلية بـ 200 ليرة تركي، مع العلم أن عملي بالحلاقة لا يتطلب سحب كهرباء بشكل كبير، إلا أنه ألزمني بشراء الساعة، وذلك في بداية العام الحالي حيث كنا بفصل الشتاء وليست الحاجة للكهرباء كثيرة كما هي في الصيف.”
يكمل (فؤاد): “مع دخول فصل الصيف وبداية التقنين الذي غالبًا ما يكون في النهار أثناء عملي، اضطررت إلى شراء لوح طاقة شمسية مع بطارية كبيرة ومحولة من 12 إلى 220 بسعر 150 دولار (أكثر من سعر الساعة) لخدمة زبائني وخوفي من خسارتهم في المحل، وأمسى عملي على البطارية ولوح الطاقة أكثر من عملي أثناء وجود الكهرباء التي أمسينا لا نراها إلا وقت الخلود للنوم.”
وفي تصريح لـ(حبر) من رئيس المجلس المحلي في القرية (محمد الكيلاني) قال: “تم توقيع عقد الكهرباء مع مديرية (كهرباء صوران) بوعود لتخديم المنطقة 24 ساعة من المحطة التي تم إنشاؤها بصوران، ثم تم إعلامنا أنه سيتم توصيل خط للكهرباء من داخل تركيا (استثمار) ممَّا أدى إلى إيقاف العمل في المحطة التي لا تكفي أصلاً لتخديم المنطقة، ليتم في الوقت نفسه تخديم مجلس مدينة (أخترين) وريفها من المحطة ذاتها، وهذا الأمر فوق قدرة وطاقة المحطة، وبعد التواصل مع شركة الكهرباء بصوران، أخبرونا أنه سيتم جلب حزمة من مدينة (أعزاز) لتخديم المنطقة ريثما يتم توصيل خط من تركيا، وبالفعل كانت الأمور تجري بشكل جيد حتى حصول عطل في محطة (أعزاز) حال دون إكمال توصيل الحزمة إلى المنطقة، وبعد انقطاع طويل للكهرباء، وضمن المراجعات الدورية للشركة أخبرونا بعدم قبول الجانب التركي تمديد خط الكهرباء، ما أدى إلى زيادة الأزمة.”
يشار إلى أن مديرية الكهرباء بمدينة (صوران) تملك محولات كهربائية خاصة بالمدينة، ويوجد محولات أخرى للقرى المحيطة بها يقوم متعهدون بشراء (الديزل) وتشغيلها مع نسبة متفق عليها مع مديرية الكهرباء بالمدينة لبيع الأهالي الساعات والكابلات الخاصة بها، كما أوضح أهالي قرية (إكدة).