من كتاب إلى أبنائي وبناتي 50 شمعةالدكتور عبد الكريم بكار إن الإيمان في قلوبنا والاستسلام لما جاء به النبي – r- يجعل كل واحد منا صاحب مبادئ وقيم عظيمة وسامية , وإن قيمتنا الحقيقية تنبع من التمسك بتلك المبادئ والقيم، أنتم تعرفون يا بناتي وأبنائي الدفق الثقافي الهائل الذي نتعرض له اليوم, وتعرفون أن كثيراً منه يفد إلينا من ثقافات ومن أمم لا تدين بما ندين به، كلما كبرتم وتفتح وعيكم على الحياة وجدتم أنكم أكثر عرضة للمساومة من قبل أشخاص كثيرين لا يرجون الله واليوم الآخر.ستجدون كثيرين من حولكم يخضعون للإغراء, ويخبطون في الحرام خبطاً, وليس هؤلاء بأكرم الناس ولا أسعدهم , ولا ينبغي للمرء أن يتأثر بكثرتهم , فهم عند الله ضئيلون, لا وزن لهم ولا قيمة.لا تنسوا أننا هنا في دار ابتلاء, وأننا لن نستطيع الحصول على كل شيء, ولهذا فإن الواحد منا لن يستطيع تحقيق مصالحه ونيل مشتهياته إلى الحد الأقصى مع التمسك التام بمبادئه وقيمه, ولا بدّ أن يجد نفسه في لحظةٍ ما مضطراً إلى التنازل عن شيء من هذه أو تلك, فكونوا ممن يناصرون المبدأ, وينحازون للحق, ولا تنسوا القاعدة الذهبية: ( من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ).ماذا يعني هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي؟إنه يعني الآتي:1- أظهروا براعتكم الشخصية في تحقيق مصالحكم في إطار مبادئكم وأخلاقكم الإسلامية.2-عودوا أنفسكم التنازل عن بعض الأشياء المادية في سبيل البقاء على المنهج القويم .3- المال ليس كل شيء في هذه الحياة, ويجب أن نثبت لجميع الناس أن في حياتنا أشياء عزيزة غير قابلة للمساومة أو البيع أو التنازل.