بقلم محمد فلاحةلقد بات مشهد القوارب المطاطية المنطلقة من قبالة السواحل التركية اعتياديا، يحمل السوريون والعراقيون أوجاعهم ويخوضون بها البحار العميقة التي قد تغرقهم لكي يكتمل مشهد الألم، وقد ساهمت التسهيلات المقدمة من الجانب التركي وغيرها من الدول التي فتحت باب اللجوء بزيادة أعداد المهاجرين الفارين من الحرب. وربما يجب علينا أن نبحث في الأسباب التي جعلت الأبواب التي كانت مغلقة في الوجوه مفتوحة اليوم!لا بد من الإشارة أولا إلى أن هناك اتفاقيات تتعلق باللاجئين تلتزم بها الدول الأوروبية، وفيها تتعهد بالدعم وتوفير الحماية والحياة الكريمة الجيدة. وربما كان السبب الأهم من وراء فتح باب اللجوء هو أن البلاد الأوروبية قد دخلت سن اليأس، ولذلك يطلق على القارة الأوروبية القارة العجوز، فنسبة الزواج فيها متدنية، بسبب الانحطاط الأخلاقي وتفريغ الرغبات والشهوات بطرق محرمة بعيد عن الزواج، ولذلك فهي بحاجة إلى قوة شابة جديدة تعيد التوازن إلى المجتمع الذي يشكل فيه الذين تجاوزت أعماره الثلاثين 60%، كما أننا نعلم أن القوة الأوروبية ترتكز على الجانبين الاقتصادي والصناعي الذين يحتاجان إلى العنصر الشبابي، وهذا يعني اهتمام الأوروبيين بتكثير أعدادهم والقيام بإجراءات عاجلة تعيد الشباب إلى الجسد الذي قد تهده الشيخوخة وتقضي عليه إن لم تعالجه سياسة تعرف كيف تستفيد من المهاجرين.وتبقى النقطة التي تفزع أوروبة وتجعلها في موضع قلق هي أن النسبة الأكبر من المهاجرين هم من المسلمين، وهذا يعني أن التركيبة الديموغرافية الأوروبية ستكون في خطر على المدى القريب، فما هي الخطط التي يرسمها الأوروبيون؟ وهل ستستطيع سياسة الدمج أن تحل هذه المعضلة؟ ويتساءل المواطن خنفور المخنفر: أبسبب هذه المعضلة أغلقت الدول الإسلامية أبوابها في وجوه السوريين؟!