تقرير : فارس الحلبيفي ظل ما تمرُّ به مدينة حلب من برد قارس يزيد من معاناة أهلها ويسبب وفاة بعض الفقراء منهم الذين لا يستطيعون تدفئة منازلهم، ونظراً إلى حاجة هؤلاء الماسة للمساندة وإعانتهم من بعد الله على صمودهم، كان لا بدَّ من وجود أناسٍ هم مصدر عون لهم في محنتهم، ليقدموا لهم ما يحتاجونه في شتاء عُدَّ الأقسى على أبدانهم منذ سنين خلتْ، ويقفوا إلى جانبهم جاعلين من قلوبهم مدافئ لهؤلاء المحتاجين.يخبرنا أبو حمزة أحد مسؤولي حملة (جهادنا دفؤهم) التي أطلقتها جمعية (جهادنا رغيفهم):”إنَّنا في ظل العاصفة الثلجية التي تضرب حالياُ شمال سورية وتركية، نحاول قدر المستطاع أن نقدم شيئا يساعد الناس على تجاوز هذه المحنة بسبب ما يعانونه من برد قاسٍ بتأمين وسائل التدفئة لهم، لأنَّ أغلب متطلبات الناس في هذه الأحوال هي التدفئة، واستطعنا أن نأمن الديزل والحطب للناس الأكثر حاجة داخل مدينة حلب المحررة”ويكمل أبو عبد لله المسؤول العام على هذه الحملة:”بدأنا هذه الحملة في الريف وفي معظم المخيمات الواقعة في المناطق الحدودية، ونظراً إلى وضع مدينة حلب وحاجة الناس الصامدين فيها إلى المساعدة، وخصوصاً بعد الإشاعات القوية بقطع الطريق قمنا بمساعدة الأهالي فيها وكان المستفيدون 5000 عائلة، ووضع الناس فيها بشكل عام ضمن خط الفقر، فلا يوجد عمل لأصحاب الأسر، والشتاء في هذا العام قاسٍ ، ونحن كحملة قدمنا لهم شيئا بسيطا يوفر لهم الدفء القليل.ومن هذا المبدأ كان لابدَّ من وجود حملة إغاثية تحت اسم “جهادنا دفؤهم” التي أطلقتها حملة “جهادنا رغيفهم” التي تعتبر جزءًا من هذه الحملة. استطاعت الحملة أن تحمي العديد من الأيتام قدر المستطاع من البرد والعاصفة الثلجية التي مرَّت على سورية. فرغم صعوبة الطرق بذل العاملون جهداً مضاعفا لإيصال مواد التدفئة إلى مدينة حلب لتصل إلى المدنيين وتقيهم شرَّ البرد”يخبرنا أبو محمود أحد مسؤولي مراكز التوزيع في مدينة حلب:”معظم العائلات هنا غير قادرة على النزوح وإعالة نفسها، فهي في أوضاع حرب وليس لها القدرة على العمل، نحن نحاول أن نقدم لها شيئا يساعدها في هذه الظروف، فقد قدمنا لها الشيء اليسير من مواد التدفئة ليكون دفء الناس هو جهادنا في هذه الحملة”أمَّا حال المستفيدين من هذه الحملة الإنسانية عبَّرتْ عنه شفاههم التي وسمت بابتسامة ملؤها الشكر وهم يتسلمون ما قُدِّم لهم من حطب وديزل وسللٍ إغاثية.فقد عبَّر عن ذلك “أبو علي” أحد المدنيين المستفيدين من هذه الحملة:”كل ما يلزمنا في هذا الوقت هو الحطب لنقي به أطفالنا شرَّ هذه العاصفة القوية التي تمرُّ على بلادنا، فالموت بالبرد أصبح واقعًا. ونحن في حالة نزوح مستمرة من مكان إلى آخر بسبب القصف والاشتباكات نحتاج إلى من يقف معنا في هذه المحنة والحمد لله الحملة قدمت لنا شيئاً من مواد التدفئة يكون عوناً لنا من بعد الله”وأيضا كان للأيتام نصيب من هذه الحملة عند حديثنا مع اليتيم “سعيد “توفي أبي تحت قصف قوات النظام والآن نحن في فصل الشتاء البارد وأمي لا تستطيع أن تخرج من المنزل وأنا من يقوم على إعانة عائلتي، والحمد لله الحملة قدمت لنا بعض مواد التدفئة التي قد تساعدنا مدة يومين على الأقل إلى أن نجد من يساعدنا على قضاء هذا الشتاء بخير وسلام”