في عام 1916م وقّع مارك سايكس عن الجانب البريطاني، و جورج فرانسوا بيكو عن الجانب الفرنسي معاهدة بموجبها قسَّمت بريطانيا وفرنسا المشرق العربي إلى خمس مناطق، هي: السواحل السورية واللبنانية وأُعطِيت لفرنسا، والعراق والخليج وأُعطِيا لبريطانيا. وتم الاتفاق على إنشاء إدارةٍ دوليَّة خاصة بفلسطين، لكن ثبت أنَّ التدويل كان مجرَّد خطوة أولى، تبعَتْها خطوة «وعد بلفور» 1917م، ثم الانتداب البريطاني فيما بعد. أمَّا المنطقتان الرابعة والخامسة فقد اتَّفقت بريطانيا وفرنسا على الاعتراف بدولة أو حلف دول عربيَّة مستقلَّة برئاسة رئيس عربي فيها، على أنْ يكون لفرنسا في إحدى المنطقتين (المنطقة الداخلية السورية) حق الأولويَّة في المشاريع والقُروض المحليَّة والانفراد بتقديم المستشارين والموظَّفين، وكذلك الأمر بالنسبة لبريطانيا في المنطقة الداخليَّة العراقيَّة. هذا هو مضمون الاتفاقية التي عرفت تاريخياً بمعاهدة سايكس – بيكو، ولم يعلم العرب والمسلمون بمضمون هذه المذكرة التي حددت مصير المشرق العربي بعيداً عن مشاركة أهله ومواطنيه؛ إلا بعد قيام الثورة البلشفية عام 1917م، وإعلان الحكومة السوفيتية بنود هذا الاتفاق لفضح القوى الاستعمارية ومشاركة قيصر روسيا قبل الثورة.واليوم يرى البعض أن تلك الاتفاقية، وبعد مرور مائة عام عليها، لم تعد صالحة، من وجهة نظر بعض القوى الدولية والإقليمية و أصبحت لهذه الدول مصالحها ورؤيتها المختلفة للمنطقة عن تلك القوى التي خطت المعاهدة القديمة، وأن هناك جملة من العوامل الخارجية والدولية تدفع لإسقاط حدود سايكس – بيكو وإحلال غيرها بدلاً عنها.وبهذه المناسبة، أقام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في فندق كراون بلازا في بيروت، يوم الخميس 26/5/2016، حلقة نقاش بعنوان: ”مئة عام على سايكس-بيكو: خرائط جديدة تُرسم“.وقد شارك في المؤتمر، الذي توزعت أعماله على ثلاث جلسات، نخبة من المتخصصين والمهتمين بالشأن العربي والفلسطيني، ناقشوا خلالها المحور الأول: سايكس بيكو: قراءة في الخلفيات والتطبيقات والانعكاسات، والمحور الثاني: خرائط جديدة ترسم: قراءة في البعد الإقليمي، أما المحور الثالث، فكان حول خرائط جديدة ترسم: قراءة في البعد الدولي.الافتتاح والجلسة الأولى:في البداية ألقى د. محسن محمد صالح، مدير عام مركز الزيتونة، كلمة الافتتاح، حيث رحّب بالحضور، واستعرض أبرز النقاط التي سيتناولها برنامج المؤتمر.وناقشت الجلسة الأولى، التي أدارها الأستاذ نافذ أبو حسنة، صحفي ومدير قناة فلسطين اليوم الفضائية، المحور الأول: سايكس بيكو: قراءة في الخلفيات والتطبيقات والانعكاسات، وتحدّث خلالها كلّ من د. علي محافظة، أستاذ شرف في قسم التاريخ في الجامعة الأردنية، وأ. صقر أبو فخر، مدير شؤون التحرير في فرع بيروت للمركز العربيّ للأبحاث ودراسة السّياسات، وأ. محمود حيدر، كاتب وباحث، وأ. جواد الحمد، مدير عام مركز دراسات الشرق الأوسط في عمّان.عرض د. محافظة في ورقته الخلفية التاريخية لقيام معاهدة سايكس بيكو، وكيف أثرت على الخريطة الجيوسياسية في المشرق العربي 1916-2016، وأكد محافظة أن القائمين على سايكس بيكو حرصوا على عدم السماح بقيام دولة كبيرة تهدد مصالحهم، فعملت على استمرار هذه الدول. وكان سبب نجاح هذه المعاهدة واستمراريتها سببين، الأول فشل قيام مشروع قومي عربي شامل، والسبب الثاني هو رفض الدول العربية بعد إعلان استقلالها وتحررها، إقامة وحدة عربية ينتج عنها دولة عربية واحدة، لأن قادة هذه الدول حرصت على استمرار حكمها الفردي للبلاد؛ ما أدلى في النهاية إلى استمرار سايكس بيكو إلى يومنا هذا.وتحدث الأستاذ أبو فخر عن حيثيات وتداعيات سايكس بيكو، حيث نشأ عنها أربع كيانات، لبنان، فلسطين، سورية، الأردن، لم تكن هذه الدول الأربع تحمل مزايا قومية تمثل الهوي الوطنية المحلية، لأن هذه الدول كان يجمعها تاريخ واحد، بعكس ما حاول القائمين على هذه الدول إبرازه من هوي وطنية خاصة مختلفة عن باقي الهويات الأخرى. وذكر أبو فخر أن الهوية الوطنية الفلسطينية اتخذت طابعها الوطني لا من تنافرها مع الهوية السورية، بل من مواجهتها محاولات الإلغاء والطمس التي مارستها “إسرائيل” منذ قيامها في سنة 1948.وفي ورقته، قال الأستاذ حيدر إن ما يحدث في العالم العربي هذه الأيام ليس خروجاً عن جوهر سايكس بيكو، بل هناك وصلاً جوهرياً بين منطق سايكس بيكو وما يبنى عليه المشهد الآن. وقال حيدر إن هناك ثلاثة سياقات لمحركات الثقافة السياسية العربية: سياق الاتتباع، وسياق المقاومة، وسياق التغيير الملتبس.أما الأستاذ جواد الحمد فركز على أن قيام الكيان الصهيوني كان لتعكريس التجزئة التي نتجت عن سايكس بيكو، وكان هناك خدمات متبادلة بين المشروع الأوروبي الغربي والمشروع الصهيوني. وقال إن المشروع الصهيوني لم يتمكن من تحقيق، كامل أهدافه بإقامة “إسرائيل الكبرى”، كما لم يتمكن من تكريس مشروعيته في المنطقة، بل شهد انتكاسات كبيرة وتراجعات أساسية بانسحابات من لبنان وغزة وأراض عربية أخرى حرباً وسلماً، وهو ما يعني وصول المشروع التوسعي الصهيوني إلى حاجز مسدود. الجلسة الثانية:تناولت الجلسة الثانية، التي أدارها أ. معن بشور عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي ونائب أمينه العام، المحور الثاني، خرائط جديدة ترسم: قراءة في البعد الإقليمي، وتحدث فيها كلّ من د. عماد الحوت، النائب في البرلمان اللبناني، و د. عبد الحسين شعبان، مفكر وباحث عراقي متخصص في القضايا الاستراتيجية العربية والدولية، د. بهاء بوكروم، عضو مجلس القيادة في الحزب التقدمي الاشتراكي، ود. مجدي حماد، رئيس الجامعة اللبنانية الدولية في بيروت، ومدير دائرة التخطيط في منظمة التحرير الفلسطينية سابقاً و أ. محمد الراشد، ، ود. أحمد نوفل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الأردنية.وتحدث د. عماد الحوت في ورقته عن المشاريع التفتيتية والتجزئة في المنطقة العربية، وقال إن هذه المشاريع التفتيتية تتغذى من ثلاثة عوامل هي: ضعف السلطة المركزية، والتدخل الخارجي المرتبط بالمشاريع الإقليمية والدولية، ونزوع الأقاليم إلى تشكيل أجهزة إدارة مستقلة. ورجّح د. الحوت أن تكون فكرة التقسيم في بلاد الشام ما تزال بعيدة عن الواقع بسبب مجموعة من العوامل أهمها:
- التداخلات الديمغرافية والاختلاط القائم داخل هذه الدول.
- تقسيم أي واحدة من تلك الدول، سيفتح الباب أمام تقسيم الدول الأخرى.
- عدم وجود حامل سياسي واجتماعي محلي أو إقليمي لفكرة التقسيم.
وخلص د. عبد الحسين شعبان في ورقته إلى أن العراق انتقل من الوحدة الى التقسيم، مستشهداً بدلالات تؤكد، منها الانتقال من الحكم الشمولي إلى تفكك تدريجي يؤدي إلى التفتت التام، وعبر عن خشيته من ما بعد داعش. ورسم شعبان ثلاثة مسارات لمستقبل العراق:
- أن يبقى الحال على ما هو علي عشر سنوات.
- العودة إلى الدولة المركزية.
- التقسيم (سنة –كردستان- شيعة).
وتحدث د. بهاء أبو كروم عن واقع المنطقة، قائلاً إنه واقع مُجزّأ أساساً لأنه قام على ضعف الشعور بالمواطنة وعلى أساس استغلال تاريخي للأنظمة القومية لهذه الفوارق، حيث تمّ استخدامها في لعبة إدارة التناقضات الداخلية في سبيل ضمان مزيد من السلطة والتحكم، أو في ما يطلق عليه “مقتضيات الهيمنة”. وأضاف أن المفارقة اليوم تكمن في أن الكيانات التي اعتبرناها مصطنعة لفترة طويلة من الزمن هي التي نتمسك بها اليوم، لأن البديل عنها لن يجلب الاستقرار. وأشار أبو كروم إلى أن الصراع والنزاعات التي أعقبت الاحتلال الأمريكي للعراق هي جزء من مسار لا بد من العبور به من أجل صياغة نظام سياسي يستجيب لرغبات الشعوب العربية وتوقها للديموقراطية والحرية واحترام التعددية.ورأى د. مجدي حمّاد في ورقته أن الأمن القومي المصري تحكمه المعطيات السائدة على محورين أساسيين من منظور التوجهات المركزي، أولهما المحور الاستراتيجي باتجاه المشرق العربي، وثانيهما المحور الحيوي باتجاه أفريقيا. وشدد حمّاد على أن مصر كانت تقوم بثلاث وظائف تاريخية في المحيط العربي؛ هي: التأمين والتحديث والتوحيد، وذكر أن هذه الوظائف تعرضت لضربة في صميم نتيجة اتفاقية سايكس – بيكو. وأشار حمّاد إلى أن تحليل الموقف المصري تجاه إعادة ترسيم خريطة المنطقة ينطلق من هذه الحقيقة.وتحدث د. أحمد نوفل في ورقته عن الموقف الإسرائيلي، وقال نوفل إن رؤية “إسرائيل” واستراتيجيتها تجاه إعادة ترسيم المنطقة تركزت على ضرورة تقديم الدعم العسكري وعدم الاكتفاء بالدعم السياسي المعنوي للأقليات، وأن مصلحة “إسرائيل” تقتضي أن تتكرس تلك الصراعات وتتعمق، وأن تفتيت الدول العربية الرئيسية يتطلب جهوداً عملية من جانب “إسرائيل” لدعم الأقليات، والتواصل معها، وحثها على إقامة كيانات مستقلة، والاستعانة ببعض الدول لتحقيق عدم الاستقرار في الدول التي تتواجد فيها الأقليات. وشدد نوفل على أن “إسرائيل” وضعت مخططات ومشاريع مختلفة لإعادة ترسيم خريطة جديدة للوطن العربي، لإضعافه وتفتيته، وتهديد مصالحه. الجلسة الثالثة:تناولت الجلسة الثالثة، التي أدارتها أ. رنا سعادة، الباحثة في مركز الزيتونة، خرائط جديدة ترسم: قراءة في البعد الدولي، وتحدث فيها كل من د. طلال عتريسي، أستاذ علم الاجتماع التربوي وعلم النفس الاجتماعي في الجامعة اللبنانية، ود. سعيد الحاج، باحث مختص بالشأن التركي وعضو اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، ود. إبراهيم فريحات، زميل أول في السياسة الخارجية بمعهد بروكنجز، وأ. وليد محمد علي، رئيس مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية، ود. نهلة الشهال، منسقة “الحملة المدنية العالمية لحماية الشعب الفلسطيني”، ود. محسن صالح.تحدث عتريسي عن الرؤية الإيرانية لمستقبل المنطقة، فرأى أن إيران لا تحمل مشروع مذهبي خاص للمنطقة لعدة اعتبارات؛ منها أن المنطقة لا تحتمل وجود هكذا مشاريع، وأن الوضع الدولي هو وضع متغير، فإيران ليست في ساحة متقلة تستطيع أن تفعل فيها ما تشاء، فالساحة ليست فارغة وإنما هناك قوى إقليمية أخرى لديها مصالح في المنطقة وهي فاعلة أيضاً ومؤثرة في المنطقة، كما أن جوار إيران هو جوار معقد وغير مستقر وهو مناطق إفتراضية لنفوذ خارجي. كما أكد عتريسي أنه ليس هناك مصلحة لإيران لتقسيم المنطقة على أساس مذهبي وإثني لإن ارتداد هذا التقسيم سيتجه نحو الداخل الإيراني، حيث التنوع المذهبي والإثني.أما د. سعيد الحاج فتناول الرؤية المستقبلة التركية للمنطقة، فرأى أن من مصلحة تركيا أن لا تنجح مشاريع التقسيم في المنطقة، لأن نجاح هكذا مشاريع ينعكس على الداخل التركي الذي يتميز بالتنوع المذهبي والإثني، كما أكد أن تركيا هي أول المتضريين من معاهدة سايكس بيكو، حيث أدت هذه المعاهدة إلى فقدان تركيا نفوذها في المنطقة. كما تحدث الحاج عن رؤية تركيا لمستقبل المنقطة وطريقة التعامل تجاه التحولات الحاصلة في الجوار السوري والعراقي، فرأى أن القيادة التركية تعول على التعاون مع الدول الإقلمية بما فيها إيران لمواجهة التغيرات في الإقليم، خصوصاً فيما يخص القضية التركية وانعكاساتها على الداخل التركي. كما تحدث الحاج عن بداية تبلور استراتيجية بديله في حال اتجاه الأوضاع في سورية والعراق إلى الهاوية، وتتمثل الخطة أو الاستراتيجية التركية في التدخل العسكري المباشرة في حدود منطقة حلب السورية وحتى الموصل العراقي بهدف الحد من التداعيات هناك.أما د. إبراهيم فريحات فأكد في مداخلته على أن هناك مبالغة في تحديد قدرة الولايات المتحدة في التخطيط والرسم لما يجرى في المنطقة، ورأى أن هناك ثلاث مستويات لفهم السياسة الأمريكية:سياسة أوباما: وهي تختلف عن رؤساء أمريكا بشكل جوهري للمنطقة العربية.سياسة مرشحي الرئاسة الأمريكية: كل مرشح له رؤية مختلفة، فرؤية هيلاري كلينتون مثلاً، تُعدّ امتداد لرؤية زوجها بيل كلينتون خلال تسعينيات القرن الماضي، وهي تختلف عن رؤية أوباما، ورؤية مكلينتون قائمة على المصلحة الأمريكية المرتبطة بمعالجة كل ملف على حدا (الملف الإيراني، السورية..).رؤية المحافظين الجدد: هناك رؤية ومشروع مرتبط بالتغيير، ولو بالقوة.ورأى فريحات أنه لا يوجد هناك سايكس بيكو جديد ولا يوجد ترسيم حدود جديد، فالمصلحة بقاء حقوق سايكس بيكو.ومن جهته، رأى وليد محمد علي أن الروس ينظرون إلى بلادهم على أنها قوة عظمى تعرضت للتآمر، لذا التفو بسرعة وقوة حول مشروع بوتين لاستعادة هذا النفوذ، وقد استغل بوتين الأوضاع في سورية لإعادة إبراز القوة النفوذ الروسي من خلال التدخل العسكري المباشر في سورية. وتحدث علي عن رؤية روسيا لمنطقة الشرق الأوسط، تقوم على تثبيت الاستقرار في المنطقة، بما يساعده على حماية أمنها الاستراتيجي أمام أخطار عدة. كما تقوم على الاعتراف بمكانة روسيا كقوة عظمى، والدفع نحو عالم متعددة الأقطاب، وإعادة بناء العلاقة الدولية على أسس جديدة.ورأت د. نهلة الشهال في مداخلتها أنه لا يوجد سياسة أوروبية موحدة تجاه المنطقة، فلكل دولة أوروبية موقفها الخاص بما يتعلق بسياستها الخارجية بشكل عام، لا يوجد شيء اسمه أوروبا السياسية. وأشارت الشهال أن سايكس بيكو لم ينشأ نتيجة مؤامرة ، فهناك مركز كولونيالي بريطاني فرنسي اتفقا عليه، وكانت روسيا القيصرية ملحقة بالاتفاقية. وقالت الشهال إن المصالح هي من تحكم علاقة الدول مع بعضها البعض، والدول الأوروبية دائماً ما تبحث عن مصالحها الخاصة في المنقطة. كما أكدت الشهال أنه لا يوجد إمكانية لإنشاء سايكس بيكو جديد.وتحدث د. محسن صالح خلال مداخلته، أنه خلال الخمس سنوات الماضية حصلت موجتان، الأولى ضدً الأنظمة المستبدة، حيث أعطت رسالة أن هناك طاقات هائلة قادرة على التغيير، أما الموجة الثانية فكانت من خلال الثورة المضادة، التي وجهت ضربة قوية لقوى التغيير، وبشكل أساسي للقوى الإسلامية المعتدلة، حيث أظهرت أن هذه القوى غير جاهزة للحكم. ورأى صالح أننا أمام مثلث تغيير يتمثل بالشعوب التي تتطلع للتغيير، وبأنظمة فاسدة مستبدة، والضلع الثالث يتمثل بالتدخل الخارجي الذي يريد أن يعيد توجيه الصراع باتجاه مصالحه.وتحدث صالح عن خمسة سيناريوهات محتملة:
- انتصار الأنظمة الفاسدة المستبدة.
- مصالحات تاريخية بين الثوار والأنظمة.
- موجة ثورية جديدة تضرب المنطقة تختلف عن الموجة السابقة.
- الفوضى والتفتيت والصراعات: سيناريو تقسيم المنطقة.
- سيناريو ترغب به الدول الكبرى يقوم على فكرة إضعاف المركز، وليس بالضرورة أن يحصل تفكيك جديد.
وذكر صالح أن السيناريو الخامس هو الخيار المرغوب عند الغرب، ولكنه شدد على أن الموضوع ليس ما يريده الآخرون، وإنما ما نريده نحن، وكيف نرسم خرائطنا بأنفسنا.وذكر صالح أنه مطلوب إقليمياً أن يحدث توافق بين القوى الكبرى في المنطقة بحيث يتم توفير شبكة أمان في المنطقة لقطع الطريق أمام أي فوضى وتقسيم، وهناك توافق على توفير شبكة أمان إقليمي لمنع أي تدخل خارجي، وعلى التوجه ضدّ المشروع الصهيوين بعد توفير شبكات الأمان. الختاموفي ختام حلقة النقاش، شكر د. محسن صالح الحضور، منوهاً بما تمّت مناقشته، متمنياً أن يتم الاستفادة من ما تمّ مناقشته، خصوصاً مع وجود ثلة من الباحثين وما قُدم من أوراق عمل مهمة ومفيدة.