بعيداً عن القضية السورية هذه المرة، عند الجارة مصر، وحاكمها عبد الفتاح السيسي، نسمع خطابات تعيدنا لأزمنة غابرة، وثقافة يقال أنها اندثرت منذ عهد النبي موسى.
يطل على المصريين والعرب والعالم عبد الفتاح السيسي كرئيس دولة يمتهن أساليب التهريج في الخطاب، ليصير مادةً لمعظم برامج الكوميديا في العالم العربي، أحمقٌ تولى الرئاسة ممّن يحكمون خلف الظل كما يقول معارضوه، ليكون واجهة يعبرون عليها للسيطرة على واحدٍ من أعرق شعوب المنطقة، وأشدها خطراً إن تفجّر صبره الطويل في وجه جلاديه.
هكذا اعتاد المصريون والعالم على السيسي، ككومة من الضحك الفارغ، تستوعبه آلة إعلامية ضخمة تستغبي متابعيها، لتحيل كلامه إلى نظريات واكتشافات فريدة في عصر طواحين الهواء.
في هذه المرة يخرج السيسي على غير عادته ليهدد ويتوعد ويقول إنه باقٍ ويتمدد، فلا تستمعوا لغيري، لأني الذي يعرف كل شيء، وهذه الأنهار تجري من تحتي، وما أهديكم إلا سبيل الرشاد، وينتهي بعرض نفسه للبيع لو كان هناك أحمق يشتري، في إكمال لمشهد هزلي من الكوميديا الرخيصة والمقرفة، حين يباع من يسمي نفسه رئيس البلاد.
هذا الخطاب أعاد للذاكرة قصةً يعرفها المصريون منذ آلاف السنين، ويتذكرون جيداً كيف كانت النهايات، مع فارق كبير بين سليل أسرة الملوك، وسليل أقبية الذل والمهانة والتبعية … فعلى ماذا يا شعب مصر !!
في سوريا نعرف أن هذه المقولات ما زالت رائجة جداً، ولم تنته بعد، فقد ترسخت خلال أربعين عاماً في نفوس الكثيرين، حتى أصبحت ثقافة على حجم الكراسي التي يشغلونها. ولكن كل ما نأمله، أن لا تصل يوماً إلى الحكم، فقد اكتفت الشام من المهرجين والحمقى .
المدير العام / أحمد وديع العبسي