دعاء عبد الله |
قامت روسيا والصين يوم أمس الجمعة باستخدام (فيتو) مزدوج ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يتيح تمديد آلية إدخال المساعدات إلى الشمال السوري عبر معبري (باب السلامة) في ريف حلب، و(باب الهوى) في ريف إدلب.
وكانت روسيا قد عممت في جلسة سابقة لمجلس الأمن قرارًا جديدًا يصرح بمرور معبر واحد فقط من تركيا لمدة عام، ووضعت المسودة في شكل يمكن طرحه للتصويت، لكنه فشل لحصوله على أربعة أصوات مقابل سبعة ضده، في حين امتنعت أربع دول عن التصويت.
وتحاول روسيا إغلاق معبر (باب السلامة) الحدودي الذي يُعد أحد أهم شرايين المحرر، وعن أهدافها من ذلك، يقول العميد (قاسم قاسم) مدير معبر باب السلامة لصحيفة حبر: “إن روسيا تحاول دعم النظام بشتى السبل، وهي غير مهتمة بالأوضاع الإنسانية في أي قرار تتخذه ما دامت هذه الخطوة تخدم نظام الأسد وتطلعات روسيا بالدرجة الأولى.”
وعن أهمية المعبر يقول العميد (قاسم): “إن معبر باب السلامة يُعد الشريان الثاني من حيث الأهمية في المحرر؛ لأنه يخدم من الناحية الإغاثية مساحة واسعة تضم منطقة (عفرين، وأعزاز، والباب، وجرابلس) التي يزيد عدد سكانها عن مليوني نسمة، كما تحوي على أكثر من 15 مخيمًا معظمها مخيمات عشوائية تعاني من أوضاع إنسانية حرجة.”
وأضاف أنه “منذ بداية العام الحالي دخل من معبر باب السلامة 3684 شاحنة إغاثية؛ لذلك روسيا تسعى لإغلاقه؛ لأنها تعلم حجم الخدمات التي يقدمها للمدنيين في الشمال السوري.”
ونوه العميد أنه “بما يخص إجازات عيد الأضحى، فإنها غير متاحة (قولاً واحدًا) ونحن أعلنا ذلك قبيل تسجيل إصابات بفايروس كورونا في الشمال السوري، وبما أن الوضع قد أصبح أصعب الآن، فالإجازات ممنوعة هذا العام.
أما بما يخص السوريين الذين عادوا إلى سورية في إجازة عيد الفطر، فبإمكانهم العودة؛ لأن الجانب التركي لم يعلمنا بإيقافها، لذلك سنتخذ الإجراءات اللازمة والموعد سيبقى نفسه (يوم الإثنين 13 من شهر تموز الجاري حتى نهاية العام)” بحسب ما نوه العميد.
وأكد (قاسم) أن معبر باب السلامة سيبقى مفتوحًا لاستقبال المساعدات الإنسانية بحسب ما يتفق عليه المجتمع الدولي، متمنيًا استمرار فتح المعبر؛ لأنه يخدم عددًا كبيرًا من المدنيين في بقعة جغرافية تعاني من حالة إنسانية صعبة.
وأشار العميد (قاسم قاسم) في نهاية حديثه مع صحيفة حبر، إلى أن الإيرادات المالية من معبر باب السلامة وغيره من المعابر في الشمال السوري، كمعبر (الراعي وجرابلس، وتل أبيض) توضع تحت تصرف الحكومة السورية المؤقتة بشكل يومي، التي بدورها تقوم بتوزيع الإيرادات على المجالس المحلية والجيش الوطني والخدمات والمشاريع وغيرها من الأمور التي تهم المدنيين في الشمال السوري المحرر.
يجدر التنويه إلى أن معبر (باب السلامة) هو معبر حدودي مهم، وواحد من اثنين يربطان بين ريف حلب وتركيا.
ويربط معبر (باب السلامة) بين ريف حلب من جهة، وكيليس ثم غازي عنتاب من الجهة الأخرى، ويقع على بعد 5 كيلومترات من مدينة أعزاز.