عبد الملك قرة محمد |
مع بداية فصل الشتاء من كل عام، تتجدد معاناة السوريين بسبب غلاء ثمن الوقود الذي يستخدمونه لتوفير الدفء في ظل البرد القارس.
لكن في مخيمات الشمال السوري لا تقتصر المعاناة على ارتفاع الأسعار، بل تتعداه إلى احتراق بعض الخيام بنار التدفئة، يُضاف إلى ذلك السيول التي تجرف الخيام وساكنيها في مشهد يضع وصمة عار على جبين كل دعاة الإنسانية في هذا العالم.
يقول (كمال خطاب) أحد سكان نازحي ريف حلب الجنوبي القاطنين في بيوت إسمنتية: “رغم أن هذا النوع من المخيمات أكثر أمناً بالنسبة إلى الحرائق والعواصف، لكن أكثر ما يخيفه في كل عام هو مياه السيول التي قد تؤدي في حال ارتفاع منسوبها إلى غرق الأطفال”.
في حين يروي (أسامة عبد الكريم) لحبر بعض المشاهد المؤلمة التي رآها العام الماضي في المخيمات مؤكدًا أن الخيمة لن تقي الناس من برد الشتاء، ولن تشكل عائقاً أمام ماء السيول، ففي العام الماضي أنقذنا شيوخاً وأطفالاً كادوا أن يغرقوا جراء السيول الشديدة التي ضربت المخيم.وتؤدي هذه السيول إلى قطع الطرق الترابية التي تصل بعض المخيمات بمحيطها في ريف حلب الشمالي، وشمالي إدلب، حيث تضررت عشرات المخيمات العشوائية المقامة في بساتين الزيتون والمناطق المنخفضة.
صحيفة حبر التقت (مصعب عبد الرحمن) مدير الخدمات في مديرية شؤون المخيمات الذي قال: “تعاني أغلب المخيمات، وخاصة الحديثة منها، من الطرقات الطينية والصخرية الوعرة، وبمجهود وزارة التنمية متمثلة بمديرية شؤون المخيمات عملت على تحسين الواقع الخدمي وواقع الطرقات الحالي.”
وأضاف (عبد الرحمن): “لقد تم تنفيذ عدة مشاريع، منها تبحيص الطرقات بالتنسيق مع المنظمات والجهات العاملة، وبذل الجهود الكبيرة لتنظيم الطرقات وتجهيزها.”
وكشف مدير الخدمات أنه نفذ مشروع تعبيد وتزفيت ضمن مخيمات دائرة أطمة بطول إجمالي ما يقارب 9 كم، وذلك بتنفيذ شبكة ضمن المخيمات تصل المخيمات ببعضها، وتنفيذ الطريق الرئيس الواصل من منطقة المخيمات إلى مدينة أطمة.
ولفت الأستاذ مصعب إلى أن مخيمات “ريف حلب الجنوبي، يمامة الغاب، جويد، أخوة سعدة، شحشبو، التنمية، ومخيمات كفر سجنة وأم الشهداء” هي من أهم المخيمات المستهدفة.
كما نفذت أعمال شق طرقات وتبحيص في مخيمات الشومرية وخان شيخون والإيمان وغطاء الرحمة ومخيمات تل الكرامة في دائرة سرمدا، بالإضافة إلى دائرة قاح التي نفذت أعمال شق طرقات وتبيحصها في أغلب المخيمات المحدثة في الدائرة.
ونوه عبد الرحمن إلى أنه يتم العمل على تزفيت الطرقات لتصل مخيمات دائرة أطمة بدائرة مخيمات قاح لأن الطريق سيئٌ، ويعد هذا الطريق من أهم الأعمال التي تنفذ في هذه المرحلة.
وأشار الأستاذ مصعب إلى أنه تم تنفيذ مشروع تزفيت طريق يصل منطقة كفر لوسين بالطريق الواصل من دير حسان إلى قاح، ويعتبر هذا الطريق عصبًا رئيسًا لتلك المنطقة.
وختم الأستاذ مصعب مدير الخدمات في مديرية شؤون المخيمات حديثه مع صحيفة حبر مطالباً جميع الجهات صاحبة الاختصاص لبذل المزيد من الجهود في العمل لإكمال تزفيت وتبحيص الطرقات وخاصة في المخيمات الجبلية والمخيمات المنشأة في الأراضي الزراعية خوفاً من انقطاعها أثناء هطول الأمطار.
الجدير بالذكر أن مخيمات الشمال السوري شهدت العام الماضي هطولات مطرية غزيرة تسببت بسيول جارفة وفيضانات، مما أدى إلى تدمير الآلاف من الخيم التي تأوي النازحين في منطقة إدلب وعموم المناطق المحررة شمال سورية.