عبد الملك قرة محمد |
طالما رُسمت في أذهاننا صورة الأطفال الذين ربما يحتاجون طعاماً ولباساً في المخيمات، فصعوبة تأمين الاحتياجات الإنسانية الضرورية للنازحين الذين يقطنون المخيمات المنتشرة في كل المناطق المحررة ربما يدفع الجهود لتصب في ميدان الدعم الإغاثي؛ وبالتالي سيؤدي ذلك إلى ضعف الاهتمام بالجانب التعليمي لهؤلاء الأطفال الذين ربما سيكبرون في المخيم الذي يفتقر لوجود أي مدرسة أو حلقة تعليمية يأوي إليها أولئك الذين ما زالوا يتمسكون بالعلم بعد أن خذلهم الجميع.
وفي خطوة وصفها كثيرون بالضرورية، تسعى وزارة التربية والتعليم في محافظة إدلب إلى تنفيذ مشروع تعليمي يقضي بتزويد المخيمات بالمدارس المجهزة بالمستلزمات الضرورية مع تأمين كادر تدريسي كامل.
وتأتي أهمية هذا المشروع من الازدياد الكبير في عدد النازحين نتيجة العمليات العسكرية التي شنها النظام السوري على ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمال وأدت إلى تهجير ما يقارب مليون مدني من قراهم.
بدورها صحيفة حبر تواصلت مع الأستاذ خالد الصليبي مشرف المجمع التربوي الخاص بالمخيمات المقامة في الشمال السوري للحديث عن تفاصيل هذا المشروع التعليمي وأهدافه.
الأستاذ خالد الصليبي أكد لصحيفة حبر “أن المشروع يهدف إلى التقليل من أعداد الأطفال السوريين غير المتعلمين الذين يسكنون في المخيمات مضيفاً المجمع التربوي عمل بالتعاون مع مديرية شؤون المخيمات على تزويد المدارس الموجودة سابقاً بخيم لاستحداث شعبة إضافية في كل مدرسة مما يؤدي إلى استيعاب أعداد أكبر من الطلاب لا سيما مع حركة النزوح المتزايدة.
كما أشار الأستاذ خالد إلى أن المشروع سيعمل على استحداث مدارس جديدة مزودة بمقاعد في كل من المخيمات التالية:
(كفرسجنة -شهداء اللطامنة -كعب بن أبي – شحشبو – الإكرام – قبتان الجبل – ملهم التطوعي – خان شيخون – القلعة – الفقراء – صلاح الدين كفرلوسين – صلاح الدين بابسقا – السلطان سليم – الشهيد بلال – مورك – جنة القرى).
أمّا بما يتعلق من الناحية الإدارية والتدريسية فقد نوّه الأستاذ خالد الصليبي أن المشروع يهدف إلى تعيين مدرسين مختصين بأعداد مناسبة تغطي حاجة هذه المدارس.
وعن الأعداد التي من المتوقع أن يستهدفها المشروع في كل مدارسه فهي بحسب الصليبي تزيد عن 4000 طالب.
من جهة أخرى فإن مشروع مدارس المخيمات سيعمل على تهيئة المدارس التي كانت مشغولة من قبل النازحين وهي (الميدان والسلام ومرمرة والأصدقاء والصدقة وخالد بن الوليد وأم القرى).
وختم الأستاذ خالد الصليبي حديثه مع صحيفة حبر بقوله “إنه رغم الصعوبات والتحديات التي تواجههم فإن المشروع مستمر وسيعمل على إحداث المدارس وتوسعتها حتى يلتحق جميع الأطفال السوريين بها كيلا يتركوا ضحية ليد الجهل المظلمة”.
مضيفاً أنه تمت تغطية أغلب التجمعات في المخيمات بمدارس كما تستقبل المجمعات التربوية جميع الطلبات التي ترفع إليها للعمل على استحداث مدارس بأسرع وقت ممكن وبأقصى ما نمتلك من إمكانيات.
الجدير بالذكر أن فريق منسقي الاستجابة أصدر تقريراً رصد في الحالة المأساوية التي يمر بها قطاع التعليم السوري مشيراً إلى أنه “حتى في المخيمات الحدودية الآمنة نسبياً لا يوجد مدارس كافية لتستوعب وجود 1.2 مليون نسمة منتشرين في أكثر من ألف مخيم تحوي فقط 49 مدرسة غير مؤهلة بشكل جيد.”
وأكد الفريق أن النسبة انخفضت من 93% إلى 65% طالب وطالبة فقط التحقوا بالمقاعد الدراسية.