أحمد زكريا |
في خطوة أثارت سخرية عدد من الموالين لنظام الأسد، أطلق وزير الأوقاف التابع للنظام حملة بعنوان ” الدين أخلاق.. زكاتك خَفّض أسعارك” بهدف دعم الليرة السورية وذلك خلال تواجده في مدينة طرطوس، الأمر الذي رأى فيه موالون أن الوزير يحاول استرضاء التجار و”تمسيح الجوخ للتجار” على حد تعبيرهم.
والجمعة، ذكرت صحيفة “الوطن” الموالية لنظام الأسد، أن وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد، أطلق مبادرة وزارة الأوقاف لمواجهة غلاء الأسعار والتي حملت عنوان (الدين أخلاق …. زكاتك خفض أسعارك) وذلك في صالة الرحمة بمدينة طرطوس خلال اجتماعه مع أئمة وخطباء المساجد ومدرسي الثانويات الشرعية في المحافظة.
وتباينت آراء الموالين للأسد حول تلك الخطوة، إلا أن غالبيتها جاء غاضبة من تلك الخطوة التي رأوا أنها تقلل من هيبة حكومة نظام الأسد، إذ قال أحد المعلقين على منشور صحيفة “الوطن” على الفيس بوك ” تذلل وشحادة يعني!!! هذا يحدث في حارة شعبية وليس في دولة مؤسسات”، في حين قال آخر ” اترجوه كمان واعملوله مساج للتاجر كمان حتى يقبل”، وأضاف أحدهم ” طيب وزارة الاوقاف ما بتقدر تطلق مبادرة عدم اطفاء الكهرباء ……الرجاء توفير الغاز ……من شان الله بدنا نتسرح”.
بدوره اقترح أحد المعلقين على منشور الصحيفة الموالية حول تلك الخطوة بالقول ” انا بقترح هل صناديق تبع التبرعات يلي بالمساجد تبع الاوقاف خلين يجيبوا فيها بضاعة ويبيعوها بشكل مباشر للمواطن هيك بتكسر احتكار السوق واربح شوي هيك بصير اجر مضاعف وخلي هل شيوخ تشتغل شغلة مفيدة حاج نازلين كذب عهل بشر عن الزهد والورع ….انفع مو؟”.
في حين رد أحد الموالين على تلك الخطوة ساخرا ” زكاتك يا مالية خفض ضرابك، زكاتك يا كهربا خفض تقنينك وفواتيرك، زكاتك يا سادكوب خفض ازمة مازوتك وغازك، زكاتك يا مركزي خفض دولارك، زكاتك يا حوت الازمة خفض جشعك واستغلالك”.
وتعليقا على ذلك قال الناشط الحقوقي في المنظمة العربية لحقوق الإنسان ” عبد العزيز الدالاتي” في تصريحات لـ “حبر”، إنه “منذ بداية الثورة السورية كان النظام السوري ومازال يأخذ سوريا إلى الهاوية، وفي كل مرة كان النظام يتهرب من الاعتراف بجرائمه بحق سوريا والشعب السوري والتي تسببت بالإنهيار الاقتصادي والاجتماعي”.
وأضاف “الدالاتي”، أنه “في كل مرة يبرر النظام هذا الإنهيار بأنه ناتج عن الحرب الكونية ولا يعترف بأن هذا الإنهيار الاقتصادي والاجتماعي، كان بسبب الحرب التي شنها على الشعب السوري” .
وتابع قائلا، إنه “في كل مناسبة يعيد النظام تذكير (حاضنته الشعبية ) بأن الحرب الكونية التي يتخيلها هي التي تسببت بالويلات للشعب السوري، ويدعوهم إلى الوقوف بجانبه مرة باللعب على المشاعر الوطنية ومرة باللعب على العاطفة الدينية للسوريين، و لاحظنا في الفترة السابقة كيف أصبح النظام يتقرب من رجال الدين ويدفعهم للضغط على الشعب، من أجل المساهمة بتحمل الأخطاء الكارثية التي ارتكبها النظام بحق السوريين، وأصبح النظام يدعو السوريين ويحثهم على القيام بواجبهم الديني والأخلاقي المستمد من تعاليم الدين الإسلامي، بوجوب تكافل المسلمين بين بعضهم في الأزمات”.
وأضاف “الدالاتي”، أن “السؤال الذي يطرح نفسه هنا والموجه إلى صاحب هذه الحملة وهو وزير أوقاف النظام السوري، أين كان الإسلام وأخلاق الإسلام عندما شن هذا النظام هذه الحرب على السوريين؟ وأين كان الإسلام في خطابات مفتي الجمهورية بدر الدين الحسون عندما كان يحث ميليشيات الأسد على إبادة مناطق بأكملها فقط لوجود معارضين لنظام الأسد فيها؟ وأين كانت أخلاق الإسلام لديكم عندما تجاهلتم الموت والقتل والجرائم التي ارتكبها النظام وميليشياته بحق الشعب السوري؟ وأين كانت أخلاق الإسلام لديكم عندما تجاهلتم عشرات الآلاف من السوريين الذين تم قتلهم في معتقلات الأسد تحت التعذيب ؟
وتابع “الدالاتي” متسائلا ” أين كانت أخلاق الإسلام عندما تجاهلتم عمدا حرمان النظام للسوريين من أبسط متطلبات الحياة، عندما كان يمارس سلاح الحصار على المدن والأحياء السورية؟ وأين كانت أخلاق الإسلام لديكم عندما قام نظامكم المجرم بحرمان أطفال سوريا من التعليم، بسبب تدميره لمدارسهم فوق رؤوسهم؟ وأين كانت أخلاق الإسلام لديكم عندما قام نظامكم بحرمان الأطفال الرضع من الحليب وحرمانهم من الأوكسجين لحاضناتهم في المشافي، في المناطق التي كان يحاصرها ويقصفها؟
وختم “الدالاتي” بالقول، إنه “لايوجد وصف يمكن أن يليق بهذا النفاق عند هذه النظام المجرم الذي سحق سوريا ودمرها اقتصاديا و اجتماعيا، وبعد هذا التدمير يأتي ويقول عليكم التحلي بأخلاق الإسلام”.
وتتزامن تلك الخطوات مع الانهيار والنزيف الحاد الذي تشهده الليرة السورية أمام العملات الصعبة وخاصة الدولار، بعد أن وصل سعر صرف الدولار الواحد إلى حدود 950 ليرة، كما تزامن مع التصويت على مشروع قانون “سيزر” الذي يهدف إلى فرض عقوبات أمريكية على نظام الأسد وكل من يسانده سواء أفراد أم شركات، الأمر الذي ينذر بأوضاع اقتصادية متردية على موعد معها حكومة نظام الأسد، في قادمات الأيام، وفق ما أشار إليه مراقبون.