عبد الملك قرة محمد |
سجلت الليرة السورية خلال الأسابيع الماضية أدنى مستوى لها أمام الدولار الأمريكي مما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية والمحروقات.
وبنظرة سريعة على الأسعار يمكن أن نرى وسطياً أنّ البنزين الأوربي وصل إلى سعر 550 ليرة سورية، في حين إن البنزين المكرر الذي تعتمد عليه الكثير من السيارات والدراجات قد وصل إلى 350 ليرة سورية.
كما وصل سعر مادة المازوت المستورد إلى 450 ليرة سورية، في حين نجد المازوت (نوع ثاني) وصل إلى 290 ليرة سورية، أما المازوت المفلتر فقد وصل إلى 300 ليرة سورية، والمازوت العسلي بسعر 280 ليرة سورية، مما يعني أن كثيراً من السوريين سيلجأ إلى استخدام مدافئ الحطب، أو لن يستعمل مدفأة أصلاً خاصة أن معظم سكان الشمال السوري يعانون من أوضاع إنسانية صعبة، وأكثر من مليون إنسان عانوا من النزوح وفقدان أراضيهم ومصادر دخلهم.
صحيفة حبر التقت عدداً من بائعي المحروقات في الشمال السوري وأكدوا أنهم غير مسؤولين عن ارتفاع الأسعار التي ارتفعت مع ارتفاع سعر الدولار.
أبو خالد قال: “إنه لا يربح في الليتر إلا الشيء القليل بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار.” مضيفاً أنه يجب تخفيض الضرائب على مادة المحروقات.
عبد الرحمن أيضاً طالب المسؤولين على المعابر بضرورة تيسير دخول مادة المحروقات إلى الشمال السوري وضبط تهريبها لمناطق النظام “بحسب قوله”.
فما هو سبب ارتفاع أسعار المحروقات؟ وهل للضرائب التي تفرضها حكومة الإنقاذ علاقة بذلك؟ وكيف ستعمل على تخفيض أسعار المحروقات في الشمال السوري؟
صحيفة حبر وجهت بدورها مجموعة من الأسئلة لمدير التجارة والتموين في وزارة الاقتصاد التابعة لحكومة الإنقاذ الأستاذ (خالد الخضر) الذي أكد أن السبب الرئيس لارتفاع أسعار المحروقات هو انخفاض الليرة السورية أمام الدولار.
وأضاف الأستاذ خالد “أنه لا علاقة للمعابر ولا الضرائب بارتفاع سعر المحروقات في الشمال السوري، حيث يتم استيراد المحروقات من الخارج بالدولار ونضطر لبيعها في الأسواق المحلية بالليرة السورية، مما يؤدي إلى تغير سعر اللتر من المحروقات بتغيير سعر الصرف، والأمر الآخر ارتفاع سعر التكلفة من المصدر أحياناً”.
وعن تفادي مشكلة ارتفاع الدولار وتأثيره بشكل مباشر على الأسعار عامة في الشمال السوري، كشف الأستاذ خالد الخضر أن حكومة الإنقاذ تسعى جاهدة لإيجاد بديل للتعامل مكان الليرة السورية التي في طورها إلى الانهيار.
وعن خطط الحكومة لمحاولة تخفيض أسعار المحروقات أو تفادي ارتفاعها مع اقتراب فصل الشتاء، أشار الخضر إلى أن دعم مادة المحروقات تجلى من خلال محاولة توزيع المحروقات بشكل عادل وتأمينها في فصل الشتاء، ولا يوجد ضرائب في المعابر على مادة المحروقات كونها مادة أساسية كباقي المواد.
مضيفاً أن الحكومة تسعى بالتعاون مع الشركة الموردة لتوحيد الأسعار من خلال متابعة جهاز التموين للأسعار في نقاط البيع الموجودة في الشمال السوري، كما تحاول منح عدة شركات رخصة لتقوم باستيراد المحروقات، بالإضافة إلى تنظيم استيراد مادة المازوت المفلتر من المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات قسد.
الجدير بالذكر أن أهمية المحروقات تزداد مع اقتراب فصل الشتاء بسبب حاجة المواطن السوري لمادة المازوت، إضافة إلى حاجته المستمرة للغاز المنزلي الذي ارتفع بدوره ليصل سعر أسطوانة الغاز إلى أكثر من 6500 ليرة سورية.